ما انعكاسات «مجزرة الفجر» على موقف السعودية من إسرائيل وأميركا؟
رصد محلل سياسي سعودي تغييرا في خطاب المملكة العربية السعودية حيال الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، خصوصا في بيان الإدانة السعودي الأخير لمجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بجق مدرسة «التابعين» التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة (مجزرة الفجر).
وعقب المجزرة أكد بيان الخارجية السعودية السبت «ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات».
Interplay of #Saudi explicit & implicit criticism
Out of all Saudi statements condemning #Israel 👇🏽is arguably the strongest one with an explicit charge of “mass genocide” & concluding with an explicit criticism of the international community, yet an implicit criticism of the #US https://t.co/gcPzeTyBAW— Aziz Alghashian (@AzizAlghashian) August 11, 2024
ويلحظ الباحث السعودي عزيز الغشيان في تغريدة عبر منصة «إكس»: «تفاعل لهجة البيان بين النقد الصريح والضمني من بين كل بيانات الإدانة السعودية»، منذ إندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وقال الغشيان، وهو زميل مشارك في مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق (كاربو). «ربما يكون التصريح الأقوى الذي يتضمن اتهامًا صريحًا بارتكاب «إبادة جماعية» وينتهي بانتقاد صريح للمجتمع الدولي»، لكن أشار في الوقت نفسه إلى أن البيان «يتضمن انتقادًا ضمنيًا للولايات المتحدة».
ما مصير التطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
يأتي هذا التغيير في اللهجة الدبلوماسية مع تعثر المفاوضات السعودية- الأميركية بشأن التطبيع وإسرائيل ضمن ما قيل إنها صفقة أمنية كبرى بين البلدين، وفي أبريل الماضيع صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الخميس أن تطبيع العلاقات المحتمل مع إسرائيل سيعود بـ"فائدة هائلة" على المنطقة، لكنه اعتبر أن إبرام اتفاق مماثل مع المملكة يعتمد على التقدم في مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني.
وعقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، نددت الرياض بالحادث واعتبرته «انتهاكا صارخا» للسيادة الإيرانية. وقال وليد بن عبد الكريم الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي خلال جلسة استثنائية لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي إن «اغتيال هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق يعد انتهاكا صارخا لسيادة إيران وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي، كما يشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليميين».
وأكد الخريجي استشعار الحكومة السعودية خطورة الأحداث المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية بسبب اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي السافرة وممارساته غير الشرعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، متجاهلة بذلك المواثيق والقرارات الدولية.
وأضاف أن الحكومة السعودية وانطلاقا من مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية تدين ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على المدنيين، كما ترفض أي اعتداء على سيادة الدول أو تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وفقا للمواثيق الدولية وميثاق منظمة التعاون الإسلامي.
وأعرب المسؤول السعودي عن قلق المملكة الشديد من تصاعد انتهاكات جيش الاحتلال التي أسفرت عن أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ونقص الغذاء والدواء والوقود واستنزاف كامل لقطاعات الصحة تحت وطأة الأعداد المتزايدة من المرضى وكذلك المدنيين النازحين الباحثين عن مأوى.
وجدد دعوة المملكة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفاعل للاضطلاع بدوره في تحميل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم والانتهاكات وتبعاتها السلبية على فرص إحياء عملية السلام، والكف عن الاعتداءات والانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني الشقيق.
اقرأ المزيد:
غواصة أميركية وضرية إيرانية وشيكة.. ما آخر تطورات التصعيد؟