حكايات الموت في غزة: أب فلسطيني حمل جثة طفليه قبل وثيقة الميلاد
كان محمد أبو القمصان قد استلم لتوه وثيقتي تسجيل طفليه التوأمين حديثي الولادة، آسر وآيسل، عندما علم بمقتلهما هما وزوجته ووالدتها في قصف عدواني إسرائيلي على منزل نزحوا إليه في قطاع غزة.
رفع محمد الوثيقتين في حسرة بدلت فرحة عز وجودها في القطاع المحاصر وغلبه البكاء بينما حاول رجل آخر أن يشد من أزره في مشرحة مستشفى شهداء الأقصى حيث استلم الجثامين. حسبما نقلت رويترز
وقال محمد أبو القمصان وهو يسترجع مكالمة هاتفية قاسية تلقاها من سكان الحي «طلعت شهادة الميلاد للولدين (طفل وطفلة).. توأم… اتصلوا عليا قالولي الدار اللي انت فيها انقصفت.. ناس من الحارة.. راحت مرتي وولادي التنين وحماتي».
وأضاف «قذيفة دبابة بيقولولي.. على الشقة اللي هما قاعدين فيها… نازحين في بيت».
مشهد شائع في قطاع غزة
حمل محمد وآخرون التوأمين آسر وآيسل بعد تكفينهما، وهو مشهد شائع في قطاع غزة حيث تسببت الحملة البرية والجوية للإحتلال الإسرائيلي في نزوح مئات الآلاف عدة مرات بحثا عن مأوى.
وأُقيمت صلاة الجنازة على جانب الطريق قبل وضع الجثامين في سيارة أمام حشد من الناس بينما راقب آخرون المشهد من شرفة إحدى غرف الطوارئ المكتظة بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بوسط القطاع.
تفاصيل الحكاية
وتزوج محمد من الدكتورة الصيدلانية جمانة فريد عرفة (28 عاما) قبل العدوان بثلاثة أشهر، وبعد أربعة أيام من اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر، أضطر الزوجان إلى النزوح من أبراج المخابرات في مدينة غزة إلى مدينة الزهراء وسط القطاع، ثم نزحوا مرة أخرى إلى منطقة "بلوك C" في دير البلح، ومنها إلى خيمة في محيط مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وفي العاشر من أغسطس الجاري، وضعت جمانة التوأم بعد عملية قيصرية صعبة، وملأت الفرحة قلبي الزوجين وعائلتيهما بقدومهما.
وانتقلت جمانة إلى الشقة التي نزحت إليها عائلتها في أبراج القسطل، لتساعدها والدتها ريم في رعاية الطفلين، وبينما كانت منشغلة بالتوأم مع والدتها، استهدفت دبابات الاحتلال المتمركزة شرق المدينة الشقة التي تؤويهم بقذائفها، ليرتقوا جميعا.
كان محمد وجمانة يترقبان حياتهما الجديدة التي ستملأها ضحكات الطفلين، قبل أن يسلب الاحتلال هذه الفرحة مبكرًا.
على الجهة المقابلة، كان شقيق زوجته جمانة، يبكي هو الآخر على جثمان والدته ريم جمال البطراوي (50 عاما).
وقال الشاب وهو يحتضن جثمان والدته وينظر إلى جثمان شقيقته وطفليها: «هؤلاء أول أحفادنا، أول فرحتنا في البيت، لم نفرح بقدومهما بعد، لقد ولدا قبل يومين فقط». ويتساءل: «ما ذنبهم؟! لماذا قصفهم الاحتلال الإسرائيلي؟!».
وبعد عشرة أشهر من اندلاع الحرب في غزة أدت الغارات الجوية وقذائف المدفعية والنقص الحاد في الأدوية والغذاء والمياه النظيفة إلى «حالة من اليأس الشديد بين سكان القطاع».
وقال خليل الدقران، وهو طبيب بمستشفى شهداء الأقصى «الآن سُجلت في تاريخ البشرية أن جيش الاحتلال يستهدف الأطفال الرُضع… لا يتجاوز عمر هذين الطفلين أربعة أيام.. توأم.. مع الأم وجدتهما».
واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حركة حماس على الإحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر أسفر عن استشهاد ما يقرب من 40 ألف شهيد وإصابة 92 ألفا. وفقا لإحصاءات السلطات الصحية في غزة، كما حولت مساحات واسعة من القطاع إلى أنقاض.
أقرأ المزيد
شبح عزل بوتفليقة يلاحق انتخابات الرئاسة الجزائرية
شاهد في خليجيون نيوز| عمرو الشوبكي يشرح أسباب تأخر الضربة الإيرانية لإسرائيل