خليجيون| هل ينجح الدور الأميركي في حسم صراع الجنرالين على طاولة جنيف؟
تباينت آراء خبراء سياسيين، استطلعت «خليجيون» آراءهم، بشأن امكانية استجابة طرفي النزاع المسلح بالسودان لجهود الوساطة الأميركية في محادثات سويسرا، خاصة أن الجيش السوداني أبدى رسالة واضحة تهدف إلى عدم الاعتراف بشرعية خصمه قوات الدعم السريع.
وعلى مدار عشرة أيام، التأمت في العاصمة السويسرية جنيف، وبرعاية واشنطن والسعودية مفاوضات بين طرفي الصراع خلف أبواب مغلقة، وتشارك فيها قوات الدعم السريع فيما غاب الجيش السوداني في رسالة واضحة منه بعدم الاعتراف بطرف التفاوض.
رسالة البرهان واضحة في محادثات جنيف
ويرجح أستاذ العلوم السياسية، مصطفى كامل السيد، عدم نجاح المفاوضات الدولية في وقف الصراع المسلح بالسودان ويرى أن «الوضع مرتبط بوجود إرادة حقيقية لطرفي النزاع في وقف هذا الإقتتال الذي لا يخدم الشعب السوداني ولا يسهم في استقرار الدول المحيطة».
ويعتبر في تصريح إلى «خليجيون» أن «غياب الجيش السوداني عن مباحثات جنيف ورفضها التفاهم مع قوات الدعم السريع باعتباره طرف غير شرعي هو دليل على عدم وجود نية في الاستجابة لمخرجات هذا اللقاء» ويؤكد «الوضع لن يتغير بعد هذا المؤتمر لاعتبارات سياسية كثيرة».
واشنطن لا تملك أدوات الضغط على أطراف النزاع
ويرى المحلل السياسي المصري أن «هناك رغبة لدى واشنطن لإنهاء هذا النزاع لكنها لا تملك أدوات للضغط على طرفي النزاع» ويوضح «هناك أطراف أخرى في المشهد السوداني، حيث الإمارات تدعم قوات الدعم السريع، في حين يحظى الجيش بدعم مصري وسعودي».
ويتابع «لا اظن واشنطن ستُمارس ضغوط على الإمارات العربية المتحدة لوقف دعمها لقوات الدعم السريع» ويستنتج «من ثم مباحثات جنيف هي مجرد رغبة لا تواكبها قدرة على التأثير».
وترفض قوات الجيش بقيادة الجنرال البرهان، المساواة بينها من جهة وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي».
ويصرّ فريق البرهان على أن تأتي دعوته بوصفه المفوّض الدستوري عن الحكومة السودانية، لكن الولايات المتحدة -الراعي الرسمي لهذه المفاوضات- ترفض ذلك، قائلة إنها تريد وفداً ممثلا لقوات الجيش السوداني بوصفها أحد طرفَي الصراع.
وترى الدكتور أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن «استراتيجية الجيش السوداني هي التواصل عبر وسطاء (الأميركان والسعودية)، حتى لا يمنح قيادات الدعم السريع شرعية الوجود».
وفي تطور لافت، جاء إعلان مجلس السيادة السوداني، الأحد، أن الحكومة سترسل وفدا إلى القاهرة، لمناقشة رؤيتها لإنفاذ اتفاق جدة الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع، دون تحديد موعد لذلك.
قرار الجيش جاء «بناء على اتصال مع الحكومة الأميركية ممثلة في المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة، عليه سترسل الحكومة وفدا إلى القاهرة لهذا الغرض».
المفاوضات التمهيدية حققت أهدافها
وتعتقد الباحثة في الشؤون السودانية أن «الدور الأميركي في محادثات جنيف فعال وانتهج أساليب جديدة ومارس تكتيكات متنوعة» وتستدل «باقناع الجيش السوداني بارسال وفد للمشاركة في محادثات بالقاهرة بعد إعلان رفضه».
وتسببت الحرب الأهلية المستعرة منذ ابريل العام 2023 بين قوات الجيش السوادني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو الشهير بحميدتي في سقوط نحو 14 ألف قتيل، فيما ترفع منظمة أطباء بلا حدود العدد إلى نحو 40 ألفا على الأقل. طبقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وحسب تقديرات أممية، تسببت الحرب فيرتشريد أكثر من 10.7 مليون سوداني - نحو خُمس سكان البلاد- في أسوأ أزمة لاجئين على مستوى العالم، فيما تركت نحو نصف السودانيين في مواجهة مع شبح المجاعة.
اقرأ المزيد:
المركزي الليبي في قلب «عناد الانقسام»: «الرئاسي» أقال محافظه.. ومجهولون خطفوا أحد مديريه (خاص)