تميم اعتذر عن لقائه.. أغرب زيارة لبلينكن إلى قطر
كانت الدوحة اغرب محطة في ختام جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشرق أوسطية، التي سعى خلالها لإقناع كل من إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على «خطة تسوية» طرحتها واشنطن، إذ لم يتمكن من لقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واقتصرت الزيارة المقتضبة على لقاء بمسؤول ثان في الخارجية القطرية.
مراقبون رأوا في زيارة الوزير الأميركي المقتضبة إلى العاصمة الخليجية وما واكبها من تفاصيل إشارات دالة على مسار جهود الوساطة وجولة بلينكن الاخيرة، التي يبدو أنها لقيت امتعاضا لدى الجانب القطري.
وصل بلينكن في وقت متأخر أمس إلى العاصمة القطرية قادما من العلمين على ساحل مصر الشمالي حيث شدّد إثر لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي على «أهمية مواصلة العمل لتجنب تصعيد اقليمي»، بينما دعا السيسي من جانبه الى «إنهاء الحرب» في غزة.
اعتذار امير قطر عن لقاء بلينكن
وكان مقرراً أن يلتقي بلينكن في الدوحة أمير قطر، لكنّ وكالة فرانس برس نقلت عن مسؤول أميركي القول إن الشيخ تميم بن حمد شعر بتوعك وسيستعاض عن اللقاء بمحادثة هاتفية ستجرى قريبا.
ومع غياب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في جولة خارجية، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية القطري، أجرى بلينكن محادثات مع مسؤول بالوزارة.
وافادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إلى أنه جرى خلال اجتماع الوزير. الأميركي مع وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي. استعراض «مستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب».
وفي وقت لاحق فجر الأربعاء، أفادت (قنا) أنّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى من كانبيرا حيث يقوم بزيارة رسمية اتصالا هاتفيا بالوزير الأميركي استعرض خلاله الرجلان «آخر تطورات جهود الوساطة المشتركة» حول وقف النار في غزة.
وقالت (قنا) إنّ المسؤول القطري شدّد على أهمية التوصل لاتفاق «يؤدي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين ويجنّب المنطقة تبعات التصعيد الإقليمي»، مؤكّداً «التزام دولة قطر دورها في الوساطة إلى جوار الشركاء» في مصر والولايات المتحدة و«استمرار جهودها واتصالاتها سعيا نحو إنهاء الحرب وإرساء السلام في المنطقة».
وفي تصريح أدلى به على مدرج مطار الدوحة قبيل مغادرته عائدا إلى واشنطن، جدّد بلينكن دعوته حماس للموافقة على «خطة التسوية» الجديدة التي طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة والتي أكّد أنّ إسرائيل وافقت عليها. وأضاف «هذا الأمر يجب أن يُنجز، ويجب أن يُنجز في الأيام المقبلة، وسنفعل كل ما أمكن لإنجازه».
وكان بلينكن أجرى محادثات في تل أبيب الاثنين، وأعلن أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية» التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن «من واجب» حركة حماس «أن تفعل الشيء نفسه».
ادعاءات بايدن المضللة
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن حركة حماس «تتراجع» عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح أن التسوية «ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء»، مضيفا «إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة… حماس تتراجع الآن».
لكنّ حماس اعتبرت أن تصريحات بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها «تتراجع» عن خطة التسوية في غزة، هي «ادعاءات مضلّلة».
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان «تابعنا… باستغرابٍ واستهجان شديدين، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي جو بايدن والتي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة وزير خارجيته بلينكن للحركة للقبول بالمقترح الأخير».
واضافت أنّ «تصريحات بايدن وبلينكن هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان».
وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو، ودعت الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
والثلاثاء، انتقد مسؤول أميركي يرافق بلينكن في جولته تصريحات «متشددة» نسبت الى نتنياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور «فيلادلفيا» بين قطاع غزة ومصر، مؤكدا أنها لا تساعد في التوصل الى وقف لإطلاق النار مع حماس.
اقرأ المزيد
إحالة مسؤولين كويتيين سابقين إلى النيابة في وقائع فساد