سباق البيت الأبيض يشتعل.. ملابسات انسحاب أحد أقارب رئيس سابق
انسحب روبرت ف. كينيدي جونيور، سليل العائلة السياسية الأميركية العريقة، من السباق إلى البيت الأبيض، وأعلن تأييده المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ما يضيف جرعة جديدة من عدم اليقين على الانتخابات الرئاسية.
تميزت عائلة كينيدي بمشاركتها الكثيفة بالحياة السياسية الأميركية ضمن الحزب الديمقراطي، حيث جاءت العديد من الأحداث لتضع حدا لطموحات أفراد هذه العائلة. وسجلا حضورا واسعا منذ عام 1963، تاريخ انتهاء مسيرة الرئيس الأميركي الاسبق جون كينيدي، بعد مضي حوالي عامين وعشرة أشهر عن استلامه للرئاسة، عقب حادثة اغتياله بدلاس.
كينيدي المؤيد لنظرية المؤامرة
وقال كينيدي، المناهض للقاحات والمؤيد لنظريات المؤامرة، في مؤتمر صحفي في ولاية أريزونا المتأرجحة «لم أعد أعتقد أن لدي طريقا واقعيا لتحقيق نصر انتخابي». كما دان كينيدي (70 عاما) ترشيح الحزب الديموقراطي نائبة الرئيس كامالا هاريس من دون إجراء انتخابات تمهيدية، مشيرا إلى الكثير من التحفظات إزاء حزبه السابق قال إنها دفعته إلى «تقديم الدعم للرئيس ترامب»، وفق وكالة فرانس برس.
وعارضت غالبية أعضاء عائلة كينيدي قرار دعمه الرئيس السابق. وقالت شقيقته كيري الناشطة في مجال حقوق الإنسان في بيان نشرته عبر منصة إكس إن «قرار شقيقنا بوبي تأييد ترامب اليوم هو خيانة للقيم التي يعتز بها والدنا وعائلتنا». وأضافت في البيان الذي وقعه أيضا أربعة أشقاء آخرين «إنها نهاية حزينة لقصة حزينة».
وجاء انسحاب كينيدي غداة خطاب حماسي ألقته هاريس في شيكاغو، حيث قبلت ترشيح الحزب الديموقراطي لها للرئاسة وبدأت الشوط الأخير الذي يستمر عشرة أسابيع حتى يوم الانتخابات. عندما سألها الصحفيون الجمعة عن هذا التطور أثناء صعودها إلى الطائرة الرئاسية للعودة إلى واشنطن، اكتفت هاريس بالقول «الفوز. سوف نفوز».
ماذا يحدث في سباق البيت الأبيض؟
تتباين آراء المحللين بشأن تأثير خروج كينيدي من السباق الرئاسي. لكن مع احتدام المنافسة، فإن بضعة آلاف من الأصوات في ولاية متأرجحة يمكن أن تحسم هوية الفائز.
ورحب ترامب بما وصفه بأنه «تأييد لطيف للغاية من روبرت كينيدي جونيور»، مضيفا «إنه رجل عظيم».
أما رئيسة حملة هاريس جين أومالي ديلون فتوجهت لناخبي كينيدي قائلة إن المرشحة الديموقراطية «تريد كسب دعمكم». وأضافت «حتى لو لم نتفق على كل قضية، فإن كامالا هاريس تعلم أن هناك ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا».
وتبدو المنافسة بين هاريس وترامب متقاربة في استطلاعات الرأي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من مناظرتهما التلفزيونية المقررة في العاشر من سبتمبر في فيلادلفيا.
غادرت السناتورة والمدعية العامة السابقة شيكاغو وهي في وضع مريح بعد أن تجاوزت ترامب في جمع التبرعات وفي استطلاعات الرأي التي كانت تظهر تقدمه قبل انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الشهر الماضي.
وفي شهر واحد فقط، تمكنت أول امرأة سوداء يرشحها حزب رئيسي للرئاسة من جمع نصف مليار دولار، وهو رقم قياسي. وتلقت حملتها دفعة أخرى عندما أعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أن «الوقت قد حان» لخفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه خفض تكاليف قروض السكن والضغوط التضخمية الأخرى على الناخبين.
وحذّر دان كانينين، المسؤول في حملة هاريس، من أن المنافسة ما زالت «متقاربة جدا».
لكن حملة هاريس ما زالت معرضة لرياح معاكسة، خصوصا بسبب الاحتجاجات الداخلية في الحزب الديموقراطي على السياسة الأميركية إزاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، والتحولات المحتملة في استطلاعات الرأي بعد انسحاب كينيدي جونيور.
هاريس: ترامب غير جاد
أجج ترامب (78 عاما) حماسة قاعدته اليمينية بخطابات حذّر فيها من حصول كارثة بسبب المهاجرين الذين وصفهم بالمجرمين ورسم صورة قاتمة لبلد في حالة «انحدار» لا يمكن لأحد غيره إنقاذه.
في الأثناء، توجهت هاريس وفريقها نحو الوسط. وأمضى استراتيجيو حزبها الأسبوع في شيكاغو في تقديم شخصيات من الجمهوريين المناهضين لترامب، وبينهم مسؤولون سابقون، ورئيس بلدية بلدة صغيرة.
وقال نائب حاكم جورجيا السابق جيف دنكان «إذا صوتم لكامالا هاريس في عام 2024، فأنتم لستم ديموقراطيين، أنتم وطنيون».
وفي حين وصف الديموقراطيون ترامب في السابق بأنه ديماغوجي، بدأوا الآن يسخرون منه للتقليل من شأنه وإضعاف الصورة التي عمل على إبرازها بصفته لا يقهر.
ووصفته هاريس (59 عاما) بأنه شخص «غير جاد».