«خليجيون» تستكشف «لغز» اكتمال بناء سد النهضة في ديسمبر
يلحظ محللون لغزا يقف وراء استمرار ملء أثيوبيا لسد النهضة، المثير للجدل، حتى ديسمبر المقبل، تمهيدا لتشغيله بشكل كامل.
وعلى نحو أحادي ومعتاد منذ سنوات، فاجات أديس أبابا الجميع بالاعلان عن اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بحلول ديسمبر المقبل. وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الأثيوبي آبي احمد «يمكننا الإعلان عن اكتمال سد النهضة 100% بحلول ديسمبر المقبل»، واصفا ذلك «بالإنجاز التاريخي».
ولم يمر يومان، حتى أعلنت الهيئة المشرفة على إنشاء السد تشغيل توربينين جديدين على سد النهضة الكبير ما يتيح لها مضاعفة إنتاجها من الكهرباء بفضل هذا السد الضخم الذي بنته على نهر النيل وشكل مصدرا للتوتر مع جيرانها، وخصوصا مصر.
أمر غير مفهوم ويثير التساؤل
ويبدي محللون اندهاشا من امتداد ملء السد حتى ديسمبر المقبل لأول مرة منذ خمس سنوات بدء المشروع، ويشرح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة قتئلا «هذه الدورة الخامسة للملء، وشهرا يوليو وأغسطس هما ذروة موسم الأمطار» ويتابع «من المفترض أن تكون الحصيلة ما يقرب 12 مليار متر مكعب شهريا، ويتوقفوا قبل شهر سبتمبر، ولذلك أمر غير مفهوم أن يتواصل الملء حتى ديسمبر».
ويقول «العام الماضي توقفوا عند سعة 42 مليار متر مكعب، وبالتالي إعلانه إن المخزون وصل لـ 62 مليار يعني إنه خزن ما يقرب من 22.5 مليار، وحاليا يرغب في تخزين المتبقي خلال الأشهر المقبلة ولذلك يؤكد رغبته في الوصول إلى سعة السد كاملة».
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن الأثنين، أن «نسبة إجمالي المياه المحتجزة في بحيرة السد بلغت 62.5 مليار متر مكعب» ومن المتوقع أن «تبلغ المياه المحتجزة في بحيرة سد النهضة حتى ديسمبر المقبل ما بين 70 إلى 71 مليار متر مكعب من إجمالي السعة الكلية للسد 74 مليار متر مكعب». وأوضح أيضا إنه «سيتم تشغيل 3 توربينات أخرى في ديسمبر المقبل ليبلغ اجمالي التوربينات 7 توربينات، فضلا عن القيام بحجز 900 مليون متر مكعب يوميا منذ الأسبوع الماضي».
رد واضح وحاسم
ويستغرب أستاذ الموارد المائية المصري أن يمتد التخزين حتى ديسمبر رغم حصول أثيوبيا على ما يكفي في فترة الأمطار ويؤكد «يجب أن يعي أن هناك دول أخرى تريد المياه»، في إشارة إلى (مصر والسودان).
ويرجح نور الدين أن «مصر لن تتأثر، والذي سيتأثر هو مخزون بحيرة السد العالي» وينوه إلى «سعة البحيرة ما يقرب من 160 مليار مما يعني كفاية مصر لمدة خمس سنوات» ويلفت إلى «الأمور ستظهر بوضوح في نهاية موسم الفيضان أخر سبتمبر، إذا كان مخزون بحيرة السد العالي محتفطة بمستواها الكامل أم لا».
وفي ديسمبر 2023، أعلنت القاهرة فشل آخر جولة من المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي. ووفق وزارة الري فإن مصر تحتفظ بحقها في «الدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضه للخطر». وتعتبر مصر والسودان السد الذي كلف 4، 2 مليارات دولار، تهديدا لإمداداتهما من المياه.
أثيوبيا لن تجرؤ
وعلى نحو أكثر صرامة، يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السياسية، إن «اثيوبيا لن تجرؤ على استفزاز مصر» ويقول «هذا الملء الخامس لسد النهضة، واعتقد أنهم سينتظروا إذا كان سيحقق كفايتهم أم سيضطروا إلى الملء للمرة السادسة أو السابعة على حسب احتياجهم».
بدأ العمل بسد النهضة في عام 2011 بتكلفة 4 مليارات دولار، واحتج السودان ومصر على المشروع الذي قالا إنه يهدد إمداداتهما من مياه النيل وطالبا إثيوبيا مرارا بوقف عمليات الملء، في انتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي حول أساليب تشغيل السد.
وفي حين تؤكد مصر حقها التاريخي في مياه النيل الذي تعتمد عليه لتلبية 97% من احتياجاتها المائية، وأن سد النهضة يمثل تهديدا «وجوديا» لها، قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في يناير 2023 عندما كان الرئيس الفعلي للبلاد إنه وافق «على جميع النقاط» مع أبيي أحمد بشأن السد.لكن السودان شهد بعدها حرباً أهلية ما زالت مستعرة.
الجهات السيادية تُدرك خطورة الأمر
ويشدد البرلماني المصري، وعضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، صقر عبد الفتاح، أن «الجهات السيادية وعلى راسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مُدركين لتأثير سد النهضة» ويقول «سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر من المياه». ويشير أن «لجنة الزراعة والري بالبرلمان المصري لا تضع الملف في مخطط نقاشها بسبب حسم الأمور سياسيا من قبل القيادة المصرية».
أقرأ المزيد
كوريا الشمالية تختبر راجمات صواريخ جديدة.. إليك القصة