«النشاط الدائم».. كيف تحافظ على حماسك طوال الوقت
العلاقة بين النجاح والحماس طردية ولكن "الحماس هو القوة الدافعة وراء النجاح، وهو الوقود الذي يدير المحرك"، هكذا وصف نابليون هيل الكاتب الأميركي الشهير في التنمية البشرية.
ولسوء الحظ، يمكن أن ينفد هذا الوقود بسرعة، وتخبو شعلة الحماس مع مرور الوقت، ويتوقف الدافع لتحقيق أي مشروع، سواء في المسار المهني أو في الحياة الشخصية. ترى لماذا نستنفد هذا الوقود الثمين، ونضيع أهدافنا بسهولة دون قتال؟
وقالت عالمة المخ والأعصاب الدكتورة جابيجا توليكيت، إن هناك مناطق دماغية متعددة متورطة في عملية التحفيز وزيادة الحماس، وعلى وجه الخصوص، مركز المكافأة في الدماغ، الذي يقوم أثناء الأنشطة الممتعة، بفرز مادة كيميائية تسمى الدوبامين.
ومن المثير للاهتمام، أن هناك بعض الأبحاث التي تُظهر أنه من أجل إفراز المزيد من الدوبامين، نحتاج إلى مكافآت غير متوقعة.
واكدت الدكتورة جابيجا قائلة: "إنه من الجيد إيجاد توازن بين الروتين والتنوع، فإذا كان كل شيء متوقعًا، بالطبع ستفرز كميات أقل من الدوبامين".
وتنص القاعدة الذهبية بأن نحصل على استراحة لمدة 15 دقيقة كل ساعة ونصف من العمل المتواصل، المهم تجنبُ إرهاق الدماغ، واستنفاد النواقل العصبية الخاصة بالتركيز، وقوة الإرادة وإنجاز الأعمال.
من الناحية النفسية يرى الكاتب والمتخصص في الصحة العقلية روبرت طيبي أن الحفاظ على الحماس لا يتعلق بقوة الإرادة، ولكن له علاقة بقدرتنا في التغلب على العقبات الأساسية، التي يمكن أن تنشأ في المراحل الأولى والمتوسطة والنهائية، لأي هدف نريد تحقيقه.
ويجد طيبي أن المشكلات التي تفقدنا الحماس في البدايات تكون بسبب الأهداف التي تم اختيارها، أنها لم تكن نابعة من الرغبة الشخصية، بل مستلهمة من اقتراحات الآخرين أو بإيعاز منهم، أو تلبية لحاجة نفسية مثل إرضاء الآخرين أو الخوف من ردود أفعالهم.
كذلك الأهداف الغامضة، سرعان ما تضمحل خاصة في المرحلة الوسطى من تحقيق الأهداف، فعدم وضوح الخطوات، يؤدي إلى انحسار الحماس تدريجيا، بسبب الروتين والركود اللذين يعملان على تلاشي الادرينالين، وهو العامل الأساسي للبقاء في حالة من النشاط الدائم.
أما في المرحلة الأخيرة عند الاقتراب من النهاية، يختفي الحماس غالبًا بسبب الصوت النقدي الداخلي، الذي يبحث عن الكمال، وأن ما تم تحقيقه ليس جيدا بما يكفي، أو الذعر من ردود أفعال الآخرين، وتقييمهم الصارم للإنجازات.
وفي بعض الحالات، يكون ببساطة الشعور بالإرهاق، هو السبب في افساد الأمر، حيث تُرفع راية الانسحاب والاستسلام على مشارف خط النهاية.