أباطرة المخدرات.. حزب الله وإرهاب تغييب العقول بالمنطقة
محاولات بائسة جديدة يسعى من خلالها حزب الله اللبناني لتهديد أمن المنطقة العربية وزعزعة استقرارها، سواء بالسلاح أو الإرهاب الطائر، أو كما يقوم من الحين إلى الاخر بنشر المخدرات.
ويرى مراقبون ان مماسات حزب الله تعد أحد أدوات الصراع بين الحزب، كذراع إيرانية، ودول الخليج، تحديداً المملكة العربية السعودية.
ومنتصف العام الماضي، منعت السعودية دخول المنتجات الغذائية اللبنانية إلى أراضيها، بسبب اكتشاف كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والحشيش داخل الشحنات، واتّهمت السعودية حزب الله في ذلك.
حزب الله والمخدرات
وتعدّ تجارة المخدرات، وعلى رأسها الكبتاغون والحشيش أحد مصادر تمويل حزب الله اللبناني، وهي تجارة قديمة قبيل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، ولكنّها ازدادت حجماً بعد الحرب، بسبب حاجة الحزب إلى الأموال لتمويل تدخّله العسكري في سوريا، إلى جانب ما وفّره له تدخله العسكري من مزايا تتعلق بتوسيع إنتاج الكبتاغون والترامادول على وجه التحديد، وذلك بالاستفادة من البنية الدوائية الصناعية السورية، واستخدام الأراضي السورية كبوابة لتهريب المخدرات إلى دول المنطقة وأوروبا، وبشكل خاص دول الخليج.
ويغطي الحزب جزءاً من إنفاقه عبر حصيلة التجارة في المخدرات في عدة أسواق دولية، والقيام بعمليات غسيل الأموال لعدد من عصابات الجريمة المنظمة العاملة في تجارة المخدرات في أمريكا اللاتينية، مستغلاً نفوذه القوي في النظام المالي اللبناني، وكذلك علاقاته بالميليشيات والأحزاب الموالية لإيران في العراق.
ومن بين ممرات وطرق التهريب العديدة لحزب الله، شهد طريق التهريب عبر الأردن تنامياً كبيراً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، التي أعقبت سيطرة النظام السوري مدعوماً من حزب الله وإيران على المحافظات الجنوبية، والتي تحاذي الحدود الأردنية.
وتعدّ تجارة المخدرات، وعلى رأسها الكبتاغون والحشيش، أحد مصادر تمويل حزب الله اللبناني، وهي تجارة قديمة قبيل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، لكنّها ازدادت حجماً بعد الحرب.
التهريب عبر الحدود الأردنية والسورية
وتمتدّ الحدود الأردنية السورية إلى الجنوب مع مرتفعات الجولان، وعلى طول نهر اليرموك، وتصل للشرق حيث تمرّ بين الرمثا ودرعا، عبر مركز حدود الرمثا إلى مركز نصيب الحدودي، بين عمّان ودمشق، أما الحدود الشرقية فتمرّ في خطّ مستقيم عبر الصحراء السورية التي تنتهي في الحدود الأردنية - السورية - العراقية.
ويقول الباحث الأردني المتخصص في الشأن السوري، صلاح ملكاوي: "ليست هناك حدود محمية بنسبة 100% في أيّ مكان في العالم، ولهذا التهريب عبر حدود الدول، سواء للبشر والبضائع والمواد غير القانونية دائماً موجود، لكن تزداد وتيرته وتقلّ تبعاً للعديد من العوامل، من بينها: التنسيق بين الدول التي تتشارك حدوداً ما، والطبيعة الجغرافية والديموغرافية للمناطق الحدودية، والاستقرار السياسي والأمني لدول الجوار، والإمكانيات العسكرية والأمنية لقوى مراقبة الحدود، وغير ذلك".
التهريب من سوريا إلى الأردن
وقبل الحرب الأهلية في سوريا كانت عمليات التهريب إلى الأردن وفق المعدلات الطبيعية، ويقوم بها أفراد ناشطون في مجال التهريب، وتستهدف الداخل الأردني، سواء كانت تهريب كميات محدودة من المخدرات، أو غير ذلك.
وقال ملكاوي: "كانت الحدود قبل 2011 مضبوطة بتعاون أمن البلدين، والبؤر الساخنة للتهريب كانت معروفة، وكانت تقتصر على المخدرات بكميات بسيطة، ولم تشمل تهريب الأشخاص والأسلحة، فالأخيرة كانت تأتي من العراق".