رحلة قصيرة إلى سلطنة عمان أرض الفرص والاستثمار
قبل أيام قليلة، كنت في زيارة عمل إلى سلطنة عمان، حيث كنت أسعى لاستكشاف آفاق الاستثمار ودعوة المستثمرين العرب إلى هذا البلد العربي الشقيق. ورغم أن رحلتي لم تتجاوز 48 ساعة، إلا أن التجربة كانت غنية بالتفاصيل والمشاعر التي ستبقى راسخة في ذهني.
عمان، تلك الأرض البكر التي تحمل بين طياتها جمالاً طبيعياً رائعاً وتاريخاً عريقاً، تبهر الزائرين بجمال جبالها وسهولها وشواطئها الخلابة. إنها بلد يوازن بين التراث والحداثة، محافظاً على تقاليده الإسلامية بينما يتجه نحو العالمية.
ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق الحكم، شهدت عمان نهضة شاملة في مختلف المجالات، وقد بدأ السلطان المعظم خطوات واضحة لفتح البلاد على العالم، مع تسهيل سبل التعاون والاستثمار.
وبالفعل، قام السلطان هيثم بن طارق بتعيين وزراء ومسؤولين ذوي كفاءة عالية، حيث أثبتوا قدرتهم الفائقة على إدارة ملف الاستثمار بمهارة وحرفية.
هؤلاء المسؤولون يعملون بجد لتسهيل الإجراءات وتحفيز القطاع الخاص، مما يساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون العربي. إن تركيزهم على تطوير البنية التحتية وتعزيز بيئة الأعمال يجعل عمان وجهة جاذبة للمستثمرين. بفضل رؤية جلالة السلطان المعظم والتي ترجمتها الاستراتيجية الوطنية الاقتصادية للبلاد، ثم التزام الوزراء والمسؤولين بالتنمية المستدامة، باتت عمان تبرز كنموذج يحتذى به في تعزيز الشراكات الاستثمارية العربية، مما يفتح المجال أمام فرص واعدة تعود بالنفع على الجميع.
الشعب العماني يتمتع بكرم حقيقي، فقد استقبلونا بحفاوة غير مسبوقة. إن كرم العمانيين يبرز في كل تفاصيل حياتهم اليومية، مما يخلق بيئة مثالية للمستثمرين العرب والخليجيين. لقد تأثرت كثيراً بهذه الروح الطيبة والشغف بالتعاون.
تتوافر في عمان فرص استثمارية كبيرة في قطاعات متعددة، من السياحة إلى التكنولوجيا، ومن الصناعة إلى الزراعة. هناك تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين، مما يجعل من عمان وجهة مثالية للاستثمار العربي. من المهم أن نوجه دعوة إلى رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين لاستكشاف هذه الفرص، بل والأهم أن نكون شركاء في بناء مستقبل مزدهر في عمان، البحرين، والسعودية.
أتمنى أن يتجه المستثمرون العرب إلى الدول العربية الشقيقة بدلاً من الانجراف نحو الاستثمار في أوروبا والولايات المتحدة، فبلداننا أولى بخيراتنا ومواردنا. إن وجود صناديق استثمار عربية ورجال أعمال مخلصين في عمان يعكس الإمكانيات الهائلة التي يمكن استغلالها.
وفي ختام رحلتي، لا أنسى أن أشكر سعادة سفير عمان في مصر، عبد الله بن ناصر الرحبي، الذي بذل جهوداً كبيرة لتسهيل مهمتنا، رغم قصر الوقت. كان تعاونه ومرونته مثالاً يحتذى به، حيث يعكس الروح العمانية الحقيقية.
أمل أن أعود إلى عمان في أقرب فرصة، وأن أستمتع بزيارة أطول تستحقها هذه البلاد العظيمة. مع خالص تمنياتي لسلطنة عمان قيادةً وشعباً بالخير والازدهار، فإنني على ثقة بأن مستقبل عمان مشرق بفضل التزام قيادتها وشعبها.
وللحديث بقية..