تفاصيل اغتيال قيادي بحزب الله في غارة إسرائيلية.. أحدث تعليق اميركي
اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إبراهيم عقيل، قائد وحدة النخبة في حزب الله المعروفة باسم «قوة الرضوان»، في غارة عدوانية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، في خضم تصعيد ملحوظ بين الطرفين.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان متقضب أنه شنّ «غارة دقيقة في منطقة بيروت». وبعيد الضربة، أفاد مسؤول في الدولة العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أرجأ موعد مغادرته الى الولايات المتحدة يوما واحدا إلى 25 سبتمبر، بسبب الوضع الأمني على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وأتت الضربة في أسبوع يشهد زيادة ملحوظة في منسوب التصعيد المتواصل منذ أكثر من 11 شهرا بين الاحتلال والمقاومة اللبنانية، لا سيّما بعد تفجير أجهزة اتصال عائدة لعناصر الحزب الثلاثاء والأربعاء في عملية منسوبة للدولة العبرية، ما أسفر عن استشهتد قرابة 40 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف بجروح.
وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة الجمعة أدت الى استشهاد ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 59 بجروح «ثمانية منهم في حالة حرجة» وقال المصدر المقرّب من الحزب إن «الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل» وأدت لاستشهاده.
وأوضح المصدر أن عقيل المطلوب من الولايات المتحدة، كان «الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر» الذي استشهد بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 يوليو.
وقال مصدر أمني لبناني لفرانس برس إن غارة الجمعة وقعت «قرب مسجد القائم». وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أنها «استهدفت شقة في أحد المباني السكنية في ساعة الذروة».
وبثّت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد مباشرة من الموقع المستهدف، تظهر سيارات اسعاف تنقل جرحى ودمارا واسعا وسيارات متضررة.
موقف أميركا
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة إنه ليس لديه علم بأي إخطار من إسرائيل للولايات المتحدة قبل تنفيذ ضربات في بيروت، مطالبا الأميركيين بشدة بتجنب السفر إلى لبنان أو مغادرته إذا كانوا هناك بالفعل.
وأضاف كيربي في حديثه للصحفيين أنه لا يستطيع التعليق على أحدث موجة من الضربات لكنه أكد مجددا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى تجنب التصعيد في المنطقة.
وقال كيربي «الحرب هناك عند الخط الأزرق ليست حتمية، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها» في إشارة للحدود اللبنانية الإسرائيلية.
توتر متصاعد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي
وهذه الضربة الثالثة المنسوبة لاسرائيل تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، منذ بدء التصعيد بين الطرفين في الثامن من اكتوبر، غداة اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وأودت ضربة جوية منسوبة لإسرائيل في يناير، بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مع ستة آخرين. وفي 30 يوليو، استهدفت اسرائيل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بغارة في الضاحية الجنوبية.
وشهد الأسبوع الجاري زيادة في التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة أنه قصف نحو مئة هدف للحزب في جنوب لبنان.
من جهته، قال حزب الله الجمعة إنه قصف في شمال اسرائيل مقرا للاستخبارات العسكرية المسؤولة عن «الاغتيالات»، في أول عملية يتبناها بعيد الغارة الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله الدولة العبرية الخميس «بحساب عسير» بعد تفجير آلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره ما خلف 37 قتيلا ونحو ثلاثة آلاف جريح.
وقال نصرالله إن «العدو تجاوز بهذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء»، متحدثا عن «جريمة كبرى» وعن ارتكاب إسرائيل «مجزرة».
وحذرت الأمم المتحدة وواشنطن من «التصعيد» بعد هذه الهجمات غير المسبوقة التي أحيت المخاوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط، بعد نحو عام من بدء الحرب في غزة.
وزعم الاحتلال استهداف منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله «جاهزة» لقصف مناطق في الشمال. وقالت إنها ضربت الخميس «نحو 100 منصة إطلاق» ومنشآت أخرى تشمل نحو ألف مدفع.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طائرات إسرائيلية شنت 52 غارة على الأقل على جنوب لبنان هي من بين الأعنف منذ بدء بدء التصعيد في أكتوبر 2023.
وقال ايلي رميح (45 عاما) وهو صاحب محل ألبسة في بلدة مرجعيون الحدودية «كنا في المنزل والاولاد ناموا (عندما) بدأت الغارات ليلا. أحصيت أكثر من خمسين غارة وكدت أفقد صوابي».
وتابع «حملت أطفالي وتوجهنا إلى منزل أحد أصدقائنا داخل البلدة لأن منزلنا يقع على تلة مشرفة على المناطق التي جرى استهدافها… كان المشهد مرعبا ولا يشبه ما عشناه منذ بدء التصعيد».
تفجيرات البيجر
حدثت الموجة الأولى من تفجيرات أجهزة الاتصال (بايجرز) الثلاثاء غداة إعلان إسرائيل توسيع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، للسماح بعودة عشرات الآلاف من سكان المنطقة التي نزحوا منها بسبب تبادل القصف اليومي.
ورد حسن نصر الله على قادة إسرائيل بقوله إن «جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة (رغم) كل هذه الجراح وكل هذه الدماء… لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال الى الشمال.. وافعلوا ما شئتم… لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان الى الحدود».
اقرأ المزيد
بالأرقام.. «أكسفورد إيكونوميكس» تطلق توقعات «متفائلة» للاقتصادات الخليجية