بعد تصريحات الدولة الفلسطينية -..

خليجيون| هل طوى محمد بن سلمان صفحة التطبيع مع إسرائيل؟

خليجيون| هل طوى محمد بن سلمان صفحة التطبيع مع إسرائيل؟
ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان (واس)
القاهرة: دينا بهاء

اتفق محللون سياسيون على أن إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، هو بمثابة عودة إلى مبادرة السلام العربية في العام 2002، معتبرين أن اتجاه المملكة نحو التطبيع لا يرتبط بسياسات معينة ولكن يتحرك وفقا لتطورات الأحداث في الإقليم، وشروط موضوعية لابد من توفرها وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وأكد ولي العهد الأربعاء في كلمته لدى افتتاحه جلسات مجلس الشورى في الرياض أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل «قيام دولة فلسطينية»، معربا عن إدانة المملكة لـ«جرائم» الاحتلال الإسرائيلي.

وفي سبتمبر الماضي، كانت السعودية وإسرائيل على «عتبة» تطبيع علاقتهما برعاية أميركية. لكن اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات، فيما انتقدت العمليات العسكرية مرارا وطالبت بوقف الحرب.

التطبيع له شروط

ويعتقد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية أن «تصريحات محمد بن سلمان لا تعني توقف التطبيع السعودي أو إمكانية حدوثه» ويرى أن «التطبيع أصبح متوقف ومرتبط بالتطورات التي تحدث في المنطقة».

ويرى إكرام بدر الدين في تصريحات إلى «خليجيون» «إذا انتهى التصعيد في غزة قد يكون دفعة ايجابية للقضية الفلسطينية من جهة والتطبيع من جهة أخرى».

ويستبعد أن يحدث تطبيع عربي- إسرائيلي في ظل ما يحدث من جرائم حرب ويقول «لا يوجد دولة عربية ستقبل التطبيع في ضوء هذه الظروف» ولكن في الوقت ذاته يؤكد «لا يوجد ما يسمى رفض التطبيع من أجل المبدأ دون أسباب»، مستدركا بالقول «المملكة أكدت في أكثر من موقف أن التطبيع مرهونًا بإقامة دولتين» ويؤكد «التطبيع لا يرتبط بسياسة معينة ولكن بظروف لا بد أن تحدث».

ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبعت بموجبها جارتا المملكة الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين. وكانت السعودية في طريقها إلى ذلك، ضمن اتفاق كان سيوفر للرياض ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ومساعدة في تطوير برنامج نووي مدني.

والأسبوع الماضي، حدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، شروط دعم الإمارات لليوم التالي من وقف الحرب في قطاع غزة. وكتب وزير الخارجية الإماراتي في تغريدة عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»، «الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية».

تكتيك ومناورات سعودية

ويعتبر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية «أن تصريحات محمد بن سلمان وبعض المسؤولين السابقين تكتيك يجمع بين الرؤية المستقبلية للتعامل مع فكرة التطبيع والتعاون الإقليمي والضغوطات التي تتعرض لها السعودية».

ويستند في رأيه إلى «حديث الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق منذ عدة أيام بأحد المراكز البريطانية عندما ذكر أن الأمر تكتيك». ويلفت إلى أن «السعودية وضعت شروط لاقامة التطبيع سواء باجراء حوار استراتيجي وترجمته إلى تنسيق استراتيجي متكامل مع الولايات المتحدة والبرنامج النووي وامتلاكه وغيره من الشروط».

ويقول في تصريحات خاصة لـ «خليجيون» «الحكومة السعودية تُدرك إنه لن تكون هناك مقاربة إقليمية دون حل القضية الفلسطينية» ويرى أن ربط المقاربة بحل الدولتين «ذكاء شديد في هذا الإطار».

ويعتقد طارق فهمي أن «المملكة تناور بما لديها من خبرات تكتيكية واستراتيجية» ويتوقع «ربما تتحقق مع إدارة أخرى، خاصة إن أدارة بايدن لا تمتلك سوى أسابيع ولا تدرك ما سيحدث مستقبلا».

د.طارق فهمي: الرياض تناور بما لديها من خبرات تكتيكية واستراتيجية، ربما تتحقق مع إدارة أميركية أخرى

وتحاول إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منذ أشهر دفع السعودية والاحتلال للتوقيع على اتفاق سلام، لكن مباحثات الصفقة انهارت وتوقفت بعدما شنت حركة حماس، في 7 أكتوبر، هجوما على الاحتلال الإسرائيلي والتي ردت عليه بحرب غاشمة على غزة.

حائط سد

وينوه طارق فهمي إلى «الولايات المتحدة تبنت مقاربتين الأولى ما يجري في غزة من مفاوضات ومشاركة دور وسيط وهذا فشلت في انجازه حتى هذه اللحظة، والمقاربة الإقليمية من خلال الانتقال بالسلام مع السعودية التي من خلالها تنفتح الأمور الأخرى ويتم إعلان الدولتين».

وفي تقدير الباحث السياسي المصري فإن «السعودية حائط سد أمام مخطط التطبيع ربما يكون له توابعه ورؤيته السابقة».

وأواخر أبريل، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية إذا طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما بدا وأنه تقديم حوافز للاحتلال لقبول فكرة إقامة دولة فلسطينية.

ويعتبر طارق فهمي «موقف السعودية يخدم القضية الفلسطينية وخيار حل الدولتين» ولكن يرجح «أن تبقى كل الخيارات السيناريوهات واردة».

موقف ثابت

ويؤكد الدكتور مبارك ال عاتي، الكاتب والباحث السياسي «يلفت إلى «الخطاب الملكي أعاد التأكيد على الموقف الذي تتمسكه به الرياض منذ الأربعينيات».

د.مبارك العاتي: الخطاب الملكي أعاد التأكيد على موقف السعودية.. وهناك اتفاق دولي

ويقول المحلل السياسي السعودي «خيار حل الدولتين اصبح قناعة لدي العديد من الدول منها الولايات المتحدة، لولا الجنون والتهور الإسرائيلي بقيادة نتنياهو الذي يرفض كل سُبل السلام ويعربد بجيشه في غزة ولبنان والمنطقة».

هناك اتفاق دولى على موقف السعودية هو ما يؤكده العاتي، ويشير إلى «ترحيب السلطة الفلسطينية بالموقف السعودي، والعديد من الدول العربية والدول الصديقة» ويعتبر «الموقف السعودي اعادة تأكيد لما بنت عليه المملكة سياستها اتجاه القضية الفلسطينية».

محللون: الخطاب الملكي إشارة إلى المبادرة العربية للسلام

وفي السياق ذاته، اتفق المحللون على أن إشارة الأمير محمد بن سلمان في الخطاب الملكي تذكير بالمبادرة العربية السعودية التي أعلنت عام 2002.

السلام مقابل الأرض

وأطلق الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في العام 2002 مبادرة السلام العربية التي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع الاحتلال.

ويشير مبارك العاتي إلى أن الرياض «تجدد التذكير بمبادرة السلام السعودية» فيما يلفت طارق فهمي إلى أن «السعوديين يتحدثون عن فكرة العودة إلى المبادرة العربية بما يخدم المصالح الكبرى نظرا للمركز السياسي و الإستراتيجي للرياض في نطاقها العربي والإقليمي».

أقرأ المزيد

تفاصيل اغتيال قيادي بحزب الله في غارة إسرائيلية.. أحدث تعليق اميركي

بعد 10 أعوام من سيطرة الحوثيين.. ماذا تغير في صنعاء؟

ما تأثير خفض الفائدة على المستهلكين قبيل الانتخابات الأميركية؟

أهم الأخبار