المخرج خالد الزدجالي يكشف لـ«خليجيون» سر غياب العمالة الآسيوية عن السينما الخليجية
يرى المخرج العماني الدكتور خالد الزدجالي أن السينما الخليجية لا تملك المقومات الكافية سواء النقدية أو الإبداعية لتقديم أعمال من شأنها الرد على الأفلام السينمائية التي حملت انتقادا مباشرا لدول الخليج في ما اعتبرته انتهاكا لحقوق العمالة الوافدة خاصة الأسيوية، وآخرها الفيلم الهندي حياة الماعز، داعيا إلى اللجوء إلى المفهوم النقدي الحقيقي.
وأثار الفيلم الهندي «حياة الماعز» موجة جدل واسعة بين النقاد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الخليجية، بين معترض على طريقة طرح فكرة نظام الكفالة في المملكة العربية السعودية، وأخرون رأوا أنه عمل إبداعي يندرج تحت عنوان حرية الإبداع ولا يعبر عن الواقع.
ويحدد المخرج العماني خالد الزدجالي في مقابلة مع «خليجيون» عدة مقومات تحتاجها السينما الخليجية للرد على الأعمال السينمائية العالمية التي توجه لها انتقادا.
هل السينما سلطت الضوء على قضايا العمالة الاسيوية بشكل مناسب في ضوء دورها المتنامي بالمشهد الخليجي طوال العقود الماضية؟
السينما الخليجية لم تتناول العمالة الآسيوية إلا في نطاق كوميدي بسيط و عابر، مثل انتقاد للأسرة في الاعتماد على الشغالة أو المربية الآسيوية، و ليس هناك أعمال أخذت قضية العمالة وآثارها الإيجابية والسلبية بالجدية و النقد البناء بما يخدم الدراما وتحديات المنكقة.
إذن لماذا جرى تهميش معالجة العمالة الآسيوية في السينما الخليجية؟
تهميش السينما الخليجية لمعالجة العمالة الأسيوية في أعمالها يرجع إلى قوة وتغلغل العمالة الآسيوية في المنطقة وحاجة هذه المجتمعات لها أكثر من أضرارها على المدى البعيد، كما أن المجتمعات الحالية لا تفكر في المستقبل البعيد، بسبب التعثرات الاقتصادية والاندماج الاقتصادي مع العالم.
هل مدى تأثير العمالة الآسيوية يعد سببا في ندرة ظهورهم بالسينما الخليجية؟
بالطبع، فلم يعد لتواجد العمالة الوافدة أي تأثير في منظور التاجر الذي يستقطب هذه العمالة، بل أصحاب الأعمال في الخليج يرون وجود العمالة الآسيوية وسيلة تسهيل لتنفيذ المشاريع وتسويقها وأيضا استهلاكها في نفس الوقت، فضلا عن أن تلك العوامل أدت إلى أزمة للباحثين عن العمل وأثرت في ثقافة المجتمع، وتنامي الأعداد أدى إلى تغيير التركيبة السكانية.
إذن.. متى نرى قضايا العمالة الآسيوية في السينما الخليجية؟
لا أظن ذلك سيحدث، فالسينما الخليجية لن تتناول قضايا العمالة الأسيوية بشكل خاص بعد فيلم حياة الماعز بسبب غياب المفهوم النقدي لدى السينما الخليجية، إذ أن السينما التي تنتج من قبل الشباب الخليجي هي نسخه مقلده للسينما الأميركية في عباءه خليجية شكلية سواء كانت (مسعودة ومكوته ومعمنة ومقطرة و مبحرنه ومأمرته).
وهذا الأمر ينطبق على القضايا الخليجية الآخرى؟
بالتأكيد هناك ندرة في القضايا الخليجية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الجادة، وذلك لا يعتبر النموذج الحاصل هو ما يمكن لتسمية بالسينما الخليجية.
إلى أي مدى أساءت السينما العالمية للشخصية الخليجية؟
لقد أساءت للشخصية الخليجية ووصفتها بالعنف و«زير» النساء وزواج القاصرات والجهل والتخلف وأخرجتها عديمة الثقافة، وأنها تعاني من ندرة البروتوكولات المدنية الحديثة، وأن الشخصية الخليجية لا تملك غير المال لتلبية شهواتها ونزواتها لتلهو بها.
وسط هذه التحديات، كيف يمكن للسينما الخليجية أن ترد سينمائيا على الأعمال السينمائية التي تحاول ترسيخ هذه الصورة وآخرها فيلم حياة الماعز؟
لا أعتقد ان لديها القدرة للرد على الأفلام الأميركية والغربية عموما أو حتى الهندية أو العربية.
ماذا لو انتجت أعمالا للرد في المستقبل القريب؟
إن انتجت دول الخليج أعمالا فلن تتعدى نطاق الحضور والتنافس المهرجاناتي، وستفشل في المقارنات القوية مع عواصم الإنتاج مهما بلغت تكلفة الإنتاج لديها، وإن حاولت ستكون سطحية وعدائية.
ألا ترى أن الحكم المسبق بأنها ستكون سطحية و عدائية يحمل بعض المبالغة؟
بالعكس، لأنها ستكون نابعة من الانفعال اللحظي ورد فعل غير مدروس، ودون عوائد او أرباح ولمرة واحده أو مرات قليلة جدا فقط من باب ذر الرماد على الهجمة الأخيرة عليها وليس باستراتيجية مشتركه ومدروسة كما تفعل هوليوود وبوليوود وأوروبا.
اقرأ المزيد
سحب الغموض تخيم على صاحبة شركة رخصة «البيجر».. ماذا كان ردها؟
البرادعي يوجه سؤالا إلى الحكومات العربية
تفاصيل اغتيال قيادي بحزب الله في غارة إسرائيلية.. أحدث تعليق اميركي