البحث عن جثث الأحبة.. شهادات مؤلمة من قلب ضاحية بيروت الجنوبية
وسط الدمار، انهمك عناصر الإنقاذ اليوم السبت في رفع ركام مبنى انهار تماما جراء غارة الاحتلال الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفت قياديين في حزب الله وأدت الى مقتل عدد كبير من المدنيين.
في الحي السكني المكتظ الذي يضيق بالمحال التجارية، وقفت زينب (35 عاما) ربة المنزل التي تقطن في الجوار لتلقي نظرة بعد مساء عاشت فيه مع عائلتها حالة من الرعب، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
وتروي المرأة التي فضّلت عدم إعطاء اسمها كاملا «كنا في البيت وسمعنا صوتا، واعتقدنا أن الحرب بدأت عندما وقعت الغارات بعد ظهر الجمعة».
وتضيف «وقعت الغارة في وقت كان الناس في عملهم … بدأ أولادي بالبكاء، لم نعرف ماذا نفعل، هل نهرب أم نبقى؟ بدأنا نوضّب ملابسنا، لكننا بعد ذلك هدأنا قليلا وطمأنا أولادنا».
وبلغت آخر حصيلة للغارة وفق وزارة الصحة اللبنانية 37 شهيدا على الأقلّ، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء. وقالت الوزارة إن «أعمال رفع الانقاض مستمرة وبشكل متواصل حتى الساعة».
استهدفت غارة الاحتلال الإسرائيلي اجتماعا لوحدة الرضوان، قوة النخبة في حزب الله، في طابق تحت الأرض في حي الجاموس في منطقة حارة حريك، كما أفاد مصدر مقرب من حزب الله، ما أدى إلى استشهاد 16 عنصرا من الحزب.
وقال وزير الصحة فراس الأبيض للصحفيين إن «فرق الاسعاف والانقاذ والدفاع المدني عملت منذ أمس (الجمعة) وطوال الليل على إزالة الركام لكي نتمكن من إخراج الجرحى والضحايا».
سياج جديد
وضعت القوى الأمنية سياجا حديدا في محيط موقع الغارة حيث آليات للدفاع المدني وعناصر في الصليب الأحمر اللبناني والجيش اللبناني ومسعفون لإكمال رفع الردم، وكذلك عناصر في حزب الله.
بالقرب من جرافتين ترفعان ركام المبنى الذي سويّ بالأرض، عمل عناصر الإنقاذ والدفاع المدني الذين ارتدوا ستراتهم البرتقالية والسوداء على رفع ما استطاعوا بأيديهم.
ولم يبق من البناء سوى رمال وغبار وقضبان حديدية.
وألحقت الغارة أضرارا بالمباني المحيطة التي دمّرت جدرانها وتحطم زجاجها. وفي محيط المبنى شوهد العديد من السيارات المحطمة والمتضررة، وبعضها غمرته الأنقاض.
ويروي رجل من سكان المنطقة رفض إعطاء اسمه كاملا السبت «كنت في بيتي حين سمعت صوت انفجار، اعتقدت في البداية أنه خرق لجدار الصوت، لكنني رأيت بعد ذلك دخانا ونارا فعلمت أنه قصف اسرائيلي».
اصدقاء وجيران
تصل امرأة مسرعة لتطمئن الى جيرانها. وتقول بانفعال مفضلة عدم الكشف عن اسمها «لم أكن في الضاحية لما حصل القصف، لكنه طاول صديقتي. كل أصدقائنا وجيراننا في المنطقة تعرضوا لهذا العدوان الغاشم».
خلف السياج، جلست نساء أسفل مبنى بانتظار انهاء أعمال رفع الأنقاض، فيما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أنه «ما زال البحث جاريا عن عدد من المفقودين».
وبحسب علي الحركة رئيس لجنة الأشغال في بلدية حارة حريك التي يتبع لها الحيّ، فالمعلومات الأولية تشير إلى «أن هناك مبنى قد دمّر بالكامل، ومبنى آخر دمر الطابقان السفليان منه».
ويضيف أن «هناك أبنية أخرى متضررة في المحيط، هناك بناء ثالث تضرر بنسبة 30%، وأبنية أخرى ضررها بسيط».
وهذه المرة الثالثة التي تتعرض فيها الضاحية الجنوبية لبيروت لقصف منذ بدء التصعيد بين حزب الله والاحتلال قبل نحو عام، بعد اغتيال القائد في حزب الله فؤاد شكر في 30 يوليو والقيادي في حركة حماس الفلسطينية صالح العاروري في يناير بغارة نسبت الى الاحتلال.
وأعلن حزب الله اليوم السبت استشهاد اثنين من قادته في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة، كما نعى 14 عنصرا آخرين.
والقائدان هما قائد وحدة الرضوان، قوة النخبة التابعة للحزب إبراهيم عقيل وأحمد محمود وهبي الذي يتولى «مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي» في الوحدة، وفق الحزب.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة أنه «نفذ ضربة دقيقة” أدت إلى تصفية إبراهيم عقيل وحوالى عشرة مسؤولين آخرين في حزب الله».
أقرأ المزيد
المخرج خالد الزدجالي يكشف لـ«خليجيون» سر غياب العمالة الآسيوية عن السينما الخليجية