خليجيون| ما تأثير انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق؟
يرى محللون أن مهمة التحالف الدولي لم تنتهي في العراق، قد تأخذ منحنى أخر، وأن وجود مستشاريين عسكريين أمر مهم في ظل وجود بؤر داعشية.
وفي الأسبوع الماضي، طالبت بعض فصائل المقاومة العراقية، بتأجيل إعلان انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، ولكن اعتبرت السلطات العراقية المطالبات سببًا لتنفيذ هجمات انتقامية ردًا على حرب غزة ولبنان.
وكانت واشنطن وبغداد أعلنتا انتهاء مهمة «التحالف الدولي» في العراق بحلول سبمتبر 2025 بعد نحو 9 أشهر من المفاوضات، و10 أعوام على التأسيس.
ولكن قال مسؤول أميركي كبير في إفادة لصحافيين إن هذه الخطوة ليست انسحاباً، ورفض الإفصاح عما إذا كان أي جنود سيغادرون العراق، معتبرا ذلك تحول من مهمة عسكرية للتحالف إلى علاقة أمنية ثنائية موسعة بين الولايات المتحدة والعراق، حسبما أفادت رويترز.
ولا يعارض الدكتور غازي السكوتي، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية «وجود مستشاريين عسكريين وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي».
ويرجح ذلك بسبب «ما توصلت إليه اللجنة التنسيقية العراقية- الأميركية بشأن وجود بؤر داعشية» ويلفت إلى أهمية الأمر حتى إن «لم تُمثل البؤر تهديدا للأمن العراقي».
ويعتقد غازي السكوتي في تصريح إلى «خليجيون» أن بيان انسحاب القوات الأميركية كان له غرض أخر وهو «تجنب تهديد الفصائل المسلحة بقصف المواقع والمصالح الأميركية».
د.غازي السكوتي: بيان انسحاب القوات الأميركية كان له غرض أخر
ويرى الباحث العراقي «استمرار القوات الأميركية يصُب في مصلحة الفصائل المسلحة حيث يُمثل ورقة لتنفيذ مصالحهم بحجة العمليات الانتقامية من حرب غزة ولبنان».
جوانب أخرى
وعن العلاقات العراقية الأميركية، يرى إنها ستنتقل إلى «جوانب أخرى وليس الجانب العسكري فقط» ويوضح « منها الشراكة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية» ويقول «بمعنى ادق تنفيذ كامل ودقيق لاتفاقية الإطار الاستراتيجي».
ويقول السكوتي «الموقف لا يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، ولكن بإعادة ترتيب أوضاع التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب»، ويلفت إلى «التحالف ليس أميركي فقط ولكن يضم أكثر من 80 دولة».
ويضم التحالف الدولي الذي أسس في سبتمبر 2019 دول أخرى إلى جانب الولايات المتحدة منها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
ويشير إلى «80% من الجيش العراقي أميركي سواء على مستوى التسليح والطائرات والدبابات وأيضا التدريب» ويقول «الجيش العراقي لا يستطيع التصرف بمفرده ولا بد أن يتواجد الجانب العسكري الأميركي من أجل الصيانة والدعم».
مخاوف سياسية
ويقول الدكتور عمر ناصر، الباحث في الشأن العراقي أن «هناك مخاوف من بعض الأطراف السياسية في بغداد بشأن قرار انسحاب قوات التحالف الدولي» ولكن يعتبر إنه «أمر طبيعي».
ويعتقد في تصريح إلى «خليجيون» أن «العلاقة مع التحالف الدولي ستنتقل من الدعم الشامل وحماية الأجواء العراقية إلى تعاون وعلاقات ثنائية مع نفس الجهة».
ويستند في رأيه إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي ويقول «الولايات المتحدة مازال لديها إلتزام كامل مع العراق يندرج ضمن الاتفاقية التي ابرمت بين الجانبين عام 2008».
د.عمر ناصر: أميركا لديها إلتزام كامل مع العراق
وتنص اتفاقية الإطار الاستراتيجي على علاقة صداقة وتعاون بين الولايات المتحدة والعراق في سبعة مجالات رئيسية هي السياسة والدبلوماسية، والدفاع والأمن، والثقافة، والاقتصاد والطاقة، والصحة والبيئة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطبيق القانون والقضاء.
ويلفت عمر ناصر إلى «العراق كان بأمس الحاجة للدعم الدولي من اجل القضاء على الارهاب بعد أن سقط ثلث العراق بيد داعش في عام ٢٠١٤ ».
ويعتبر ناصر أن «هنالك تطوّر واضح وملموس بقدرات وتجهيز الجيش العراقي والقوات الأمنية» ويشير إلى «أولى خطوات تمكين السيادة العراقية تكمن في رحيل واجلاء القوات الأجنبية ومنع أن يكون العراق منطلقاً للإعتداء على أي دولة من دول الجوار الجغرافي».
ويضم التحالف الدولي من الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا المجاورة.
أقرأ المزيد
الأمم المتحدة تكشف بالأرقام حجم الكارثة في غزة
«خليجيون» ترصد موقف دول مجلس التعاون من اغتيال نصر الله
«خليجيون»| هل تغير روسيا موازين الاشتباك على جبهة الحوثي في اليمن؟