بعد تخفيض «ستاندرد آند بورز» و«موديز» التصنيف الائتماني لإسرائيل.. كم خسر اقتصاد دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي؟
لم تكن تقارير وكالتي "ستاندرد آند بورز" و"موديز" حول التصنيف الائتماني لدولة الاحتلال الإسرائيلي المؤشر الوحيد على تراجع وخسائر اقتصاد إسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن.
فرغم محاولات قادة الكيان الإسرائيلي وحكومة نتنياهو إخفاء ما يتكبده الاقتصاد الإسرائيلي من خسائر، إلا أن تقارير عبرية تكشف بين الحين والآخر معاناة الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات الحرب في غزة ولبنان، بالإضافة إلى المخاوف من الهجمات الإيرانية.
تخفيض التصنيف الائتماني
مؤخرًا، خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية تصنيف إسرائيل على المدى الطويل من "A+" إلى "A"، بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة في ضوء التصعيد الأخير في الصراع مع حزب الله في لبنان، إلى جانب احتمال اندلاع حرب مباشرة مع إيران.
كما سلّطت الوكالة الضوء على المخاوف المتعلقة بالتهديدات الأمنية المحتملة، مثل الهجمات الصاروخية الانتقامية ضد إسرائيل، التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتأثيرها السلبي على الاقتصاد.
وكانت وكالة "موديز" قد خفضت تصنيف إسرائيل الائتماني درجتين إلى "Baa1" الأسبوع الماضي، وحذرت من احتمال خفضه إلى مستوى "عالي المخاطر" إذا تصاعد التوتر الحالي مع حزب الله إلى صراع واسع النطاق.
توقعات سلبية للاقتصاد الإسرائيلي
قالت "ستاندرد آند بورز": "نعتقد الآن أن النشاط العسكري في قطاع غزة وتصاعد القتال على الحدود الشمالية لإسرائيل، بما في ذلك التوغل البري في لبنان، قد يستمر حتى عام 2025، مع وجود مخاطر من انتقام أكبر ضد إسرائيل".
وأشارت الوكالة إلى أن احتمالية إطالة أمد الصراع بين إسرائيل وحزب الله وزيادة حدته تشكلان تهديدًا كبيرًا على الأمن الإسرائيلي.
في تعليقها على إجراء "ستاندرد آند بورز"، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل جاء "فوريًا وأبكر مما كان متوقعًا".
وأوضحت الصحيفة أن الوكالة تتوقع نموًا اقتصاديًا صفريًا في إسرائيل خلال العام الجاري، بسبب تصاعد الصراع مع حزب الله، وارتفاع العجز في الميزانية إلى 9%.
توقعات متشائمة للسنوات المقبلة
وكانت وكالة "موديز" قد توقعت سابقًا انخفاض النمو الاقتصادي الإسرائيلي لعام 2025 من 4% إلى 1.5%. كما خفضت توقعات النمو على المدى الطويل من 4% إلى 3% سنويًا. ونتيجة لذلك، يتوقع أن يرتفع الدين الحكومي ليصل إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات القادمة، وهو رقم أعلى بكثير من التقديرات السابقة.
إيران تزيد الضغط على إسرائيل
تزامن قرار وكالة "ستاندرد آند بورز" مع إعلان إيران عن إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، والتي بلغت 180 صاروخًا حسب تقديرات تل أبيب. الهجمات تسببت في إصابات بشرية وأضرار مادية، بالإضافة إلى إغلاق المجال الجوي، حيث هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد.
خفض جديد من "موديز"
في وقت سابق، خفضت وكالة "موديز" التصنيف الائتماني لإسرائيل بمقدار درجتين في خطوة واحدة، وأبقت على توقعاتها السلبية، مرجعة ذلك إلى "المخاطر الجيوسياسية" الناتجة عن تفاقم الصراع مع حزب الله اللبناني، والتنبؤ بصراع طويل الأمد.
وقررت الوكالة تخفيض التصنيف من "A2" إلى "Baa1"، وهو ثاني تخفيض لها للتصنيف الائتماني لإسرائيل هذا العام.
تداعيات اقتصادية خطيرة
قالت "موديز" في بيان: "الدافع الرئيسي وراء خفض التصنيف هو اعتقادنا بأن المخاطر الجيوسياسية تفاقمت بشكل كبير إلى مستويات مرتفعة للغاية، مما يشير إلى عواقب مادية سلبية على الجدارة الائتمانية لإسرائيل على المديين القريب والبعيد".
ووصفت صحيفة إسرائيل اليوم قرار "موديز" بأنه "ضربة اقتصادية" لإسرائيل.
وكانت وكالة "فيتش" قد خفضت أيضًا تصنيفها الائتماني لإسرائيل الشهر الماضي، وأبقت على توقعاتها السلبية.
وفي فبراير الماضي، خفضت "موديز" تصنيفها الائتماني لإسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة وتداعياتها، وتوقعت ارتفاع أعباء الدين في إسرائيل عن تقديرات ما قبل الحرب.