الناتو يمد تل أبيب بطائرات تزويد بالوقود.. هل دقت ساعة الصفر للرد الإسرائيلي على إيران؟
يبدو أن ساعة الصفر للرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي باتت قريبة في ظل التطورات المتسارعة للحرب التي تتسع شيئا فشيئا في منطقة الشرق الأوسط لاسيما مع المساندة العسكرية الغربية التي تتلقاها إسرائيل خاصة من الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى.
وتتصاعد المخاوف الدولية من انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة بسبب التصعيد المتبادل في التصريحات بين مسئولي إسرائيل وإيران حول الرد الإسرائيلي المرتقب والرد الإيراني المحتمل على الضربة التي ستتلقاها.
ومع الحديث عن نية جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن ضربة عسكرية جوية موجعة ودقيقة على أهداف حيوية وحساسة في إيران أكد خبراء عسكريون أن الضربة الجوية التي تعتزم تل أبيب توجيهها إلى طهران تواجهها عدة صعوبات أبرزها طول المسافة بين إسرائيل وإيران وهو ما يتطلب تعزيزات عسكرية خاصة بالإضافة إلى الدفاعات الجوية الإيرانية.
دعم من الناتو
في ظل تصاعد التوترات مع إيران، تتزايد الأحاديث حول احتمال شن إسرائيل لضربات بالطيران الحربي على المنشآت النووية الإيرانية وهو ما يواجهه مشكلة بعد المسافة حيث تبعد إسرائيل أكثر من ألف ميل عن القواعد النووية الإيرانية الرئيسية، وللوصول إليها يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي للأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.
أما الصعوبة التالية فتتجلى في الوقود، إذ إن تحليق الطائرات الإسرائيلية كل تلك المسافة لضرب الأهداف ومن ثم العودة يتطلب إعادة التزود بالوقود جوا، وفقا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
وفي هذا السياق أكدت مراسلة قناة "الحدث" في القدس رفاه السعد، أن 4 طائرات تزويد بالوقود تابعة لحلف الناتو انطلقت من مطارات عسكرية أوروبية إلى إسرائيل، فهل هذا يعد إذنا ضمنيا من الناتو لجيش الاحتلال الإسرائيلي بضرب أهداف حيوية إيرانية؟ أن ذلك يأتي في في سياق تعزيز قدرات العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل عام؟
ضرب النووي الإيراني
أطلق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، تصريحات قوية بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على إسرائيل الثلاثاء الماضي، حيث وصف الهجوم بأنه "أحد أكبر الهجمات في التاريخ" وهدد بأن إيران ستدفع "ثمنًا باهظًا" جراء ذلك. وأكد على قدرة الجيش الإسرائيلي على الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط لضربها، مشددًا على أن أي رد سيكون "جادًا وبارزًا"
وكان وزير الدفاع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد صرح بأن إسرائيل تفكر في القيام بعمليات عسكرية تشمل الهجمات على منصات النفط ومرافق الطاقة النووية الإيرانية، وذلك ردًا على الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل. يعتبر هذا التوجه جزءًا من الاستعدادات لمواجهة التهديدات الإيرانية، خاصة بعد تصاعد الهجمات من قبل فصائل موالية لطهران
في سياق متصل، هناك تنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن أي خطوات عسكرية قد تُتخذ، حيث اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن على إسرائيل التفكير في بدائل غير ضرب المنشآت النفطية والنووية الإيرانية كجزء من الرد المحتمل.
الرد الإيراني
على الجانب الآخر قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إن أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيتبعه رد، وحذر إسرائيل من شن أي هجمات على إيران، قائلا: " على إسرائيل عدم اختبار إرادة إيران.. وإذا وقع أي هجوم على بلادنا، سيكون الرد أقوى من أي وقت مضى".
وأضاف: "نحن نراقب كل تحرك، ونحلل كل ضربة، وفي الرد لن نتردد، ولن نتباطأ، ولن نتسرع، فأي هجوم على البنية التحتية لإيران سيُقابل برد أكثر حزمًا".
بدوره أكد قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، أن بلاده سترد بقوة على أي رد إسرائيلي أمر حتمي، مشددا على أن طهران قد تصبر قليلا وتتحمل مرارة ضبط النفس، لكن تحركها سيكون حتمياً.