العراق يواجه داعش فكريا.. جرائم التنظيم تطارد الشعب
يسعى العراق لمواجهة تنظيم داعش، ومعالجة الندوب التي تركها التنظيم وجرائمه الفكرية التي مازالت تعاني من جرائم داعش البشعة العالقة في أذهان الكبار قبل الصغار، ولمداواة تلك الجروح أعدت وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية سلسلة من البرامج التي تهدف إلى مواجهة أفكار تنظيم داعش الإرهابي داخل مخيمات النازحين، فضلاً عن التأهيل النفسي وتقديم الدعم لفائدة النساء والأطفال.
وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة في العراق عباس جهاكير، في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية: إنّ "الوزارة أعدّت برامج مكثفة تتضمن تحرير فكر الأطفال من مظاهر العنف التي شهدتها المناطق المحررة من دنس إرهابيي داعش، فضلاً عن توعية النساء في المخيمات بالآثار السلبية للزواج المبكر".
وأضاف جهاكير، أنّ "الوزارة تبذل جهوداً حثيثة لتقديم الدعم المعنوي للنساء والأطفال في المخيمات، من أجل النهوض بواقعهم لما عانته هاتان الشريحتان من أضرار جرّاء النزوح نتيجة العمليات الإرهابية التي أقدم عليها ظلاميو داعش ضدهم على مدى عامين خلال سطوتهم على مناطقهم".
وعلى الرغم من مرور أعوام على تحرير الأراضي التي استولت عليها عصابات داعش، وطرد التنظيم من آخر معاقله في مدينة الموصل شمالي البلاد، ما زال هناك أكثر من مليون نازح عراقي منذ منتصف عام 2014 لأسباب مختلفة.
وقد حاول رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، منذ توليه منصبه في مايو 2020، إنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر تسوية ملفات المهجّرين، وإعادتهم "طوعاً" إلى منازلهم، وسط تركيز للجهود المحلية على تلك المجتمعات المنسية، لتحسين واقعها المعيشي.
ونقل موقع "صوت العراق" عن كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجّرين دعوته لـ"الحكومة الجديدة الى إيلاء مسألة المهجّرين والنازحين الأولوية وتنفيذ ما يتطلب منها من دعم مالي"، مشيراً إلى أنّ "أعداد المتواجدين في المخيمات (37) ألف عائلة في مخيمات إقليم كردستان، إضافة الى مخيم الجدعة في الموصل".
ومن جهته، يقول عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي: إنّ "مأساة النازحين ما زالت مستمرة بوضع لا يتناسب مع الوضع الإنساني، وهناك انتهاكات صارخة بحقهم"، منبهاً إلى أنّ "أغلب النازحين يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، ممّا أدى إلى إصابة العديد من الأطفال وكبار السنّ في المخيمات بنزلات البرد".
أعلن جهاكير، متحدث وزارة الهجرة، أنّ وزارته أعدّت خطة لتنفيذ مشروع البرنامج الحكومي لإعادة النازحين وإغلاق المخيمات، مشيراً إلى أنّ سيارات "الوزارة باشرت بإعادة العائلات، ممّن يسكنون في مخيمات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار وبغداد وكربلاء."
وكشف جهاكير أنّ عدد المخيمات التي تمّ إغلاقها بلغ (50) مخيماً، مشيراً إلى أنّ "مخيمات إقليم كردستان، ومخيم الجدعة جنوب الموصل، ما زالت مفتوحة وتسكنها عوائل"، موضحاً أنّ "أعداد النازحين بعد يونيو 2014 بلغت (900) ألف عائلة، وقد تمّت إعادة (600) ألف عائلة حتى الآن، أي أنّ نسبة العائدين بلغت 75% رسمياً."