بداية صعبة ووفاة في سن مبكرة.. ما لا تعرفه عن الفنان المصري الراحل أنور وجدي
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان المصري الراحل أنور وجدى الذى ولد في الحادي عشر من أكتوبر 1904، ورغم وفاته في سن صغيرة إلا أنه ترك إرثًا فنيًا كبيرًا بموهبته الكبيرة، الذى صنف بسببها كواحد من أهم فناني في تاريخ السينما المصرية، فقد شارك فى 70 فيلمًا جعلته من أهم الفنانين الذين مروا على السينما، كما أنتجت شركته الذى أسسها بفترة الأربعينيات من القرن الماضى نحو 20 فيلمًا اعتبرها النقاد بمثابة علامات سينمائية ساهمت في تطوير السينما المصرية والعربية لما كان لديه من بصيرة نافذة.
أنور وجدي، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في الأربعينيات والخمسينيات، له قصة حياة مليئة بالتفاصيل التي قد لا يعرفها الكثيرون. ولد في القاهرة باسم أنور يحيى الفتال لأسرة ذات أصول سورية. رغم أنه عرف كأحد أهم الممثلين والمخرجين والمنتجين في تاريخ السينما المصرية، إلا أن حياته الشخصية والمهنية حملت الكثير من المفارقات التي قد لا تكون شائعة بين الناس.
نقدم في السطور التالية بعض المعلومات المثيرة حول أنور وجدي
البدايات الصعبة: نشأ أنور وجدي في أسرة متوسطة الحال، واضطر إلى العمل في عدة وظائف بسيطة في شبابه قبل أن يدخل عالم الفن، منها العمل في تجارة الأقمشة. هذا الجانب من حياته كان مليئًا بالتحديات المادية، خاصة خلال فترة الكساد الاقتصادي في مصر.
علاقته بالسينما: كان وجدي من أوائل الذين اهتموا بكتابة السيناريو في السينما المصرية، إلى جانب عمله كمخرج وممثل. وقد كان له دور بارز في إنتاج أفلام رائدة مثل "غزل البنات" و"ليلى بنت الفقراء"، حيث سعى دائمًا لتقديم محتوى جديد ومبتكر يناسب ذوق الجمهور المصري في تلك الفترة.
الزواج من ليلى مراد: أشهر زيجاته كانت من الفنانة ليلى مراد، والتي جمعت بينهما علاقة حب قوية ظهرت على الشاشة في عدة أفلام. إلا أن زواجهما انتهى بالطلاق بعد ست سنوات في ظروف غامضة، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا في الوسط الفني والجماهيري. قيل أن وجدي كان يغار بشدة على ليلى، ما أدى إلى نشوب خلافات بينهما.
مرضه ومعاناته: عانى أنور وجدي من مرض نادر في الكلى في آخر سنوات حياته. قضى فترة طويلة من حياته بين المستشفيات للعلاج، وكان يعالج في فرنسا لفترة قبل أن يعود إلى مصر في أواخر أيامه. رحل عن الحياة في 14 مايو 1955، وهو لم يكمل الخمسين من عمره.
صعوده إلى القمة: رغم البدايات المتواضعة والصعوبات التي واجهها، تمكن أنور وجدي من بناء اسمه كأحد أبرز رموز السينما المصرية. كان يملك موهبة فريدة في اكتشاف المواهب الجديدة، وقد اكتشف خلال مسيرته الفنية العديد من النجوم الذين أصبحوا فيما بعد من رموز الفن المصري.
شخصيته القيادية: وصفه المقربون بأنه كان يتمتع بشخصية قوية ومسيطرة، وكان معروفًا بكونه صارمًا في عمله سواء كمنتج أو مخرج. كان لديه طموح كبير جعله لا يرضى إلا بالكمال في أعماله، مما انعكس في جودة الأفلام التي قدمها خلال مسيرته الفنية.
اشتهر أنور وجدي ببصمته الكبيرة مع كل عمل، سواء مع الفنانين الذى قدمهم للشاشة، ولعل أبرز مثال على ذلك ما حصل معه حينما أشرك معه فى بطولة أفلامه الوجه الصغير آنذاك فيروز التى عرفت بالطفلة المعجزة، حيث تمكن من احتوائها وقدمها في أفضل شكل ممكن ومدروس للغاية جعلها تكتسب شعبية كبرى فى سنها الصغير.
الفنان الراحل أنور وجدي اشتهر بتكوين أحد أهم ثنائيات السينما المصرية عبر التاريخ، مع زوجته ليلى مراد، فقد كان معروف بالذكاء الشديد، الذى يسبق عصره، فعلى سبيل المثال استغل ثنائيته مع ليلى مراد بعد قصة حب لا يزال يحكي عنها إلى الآن، وبعدما كانت زيجتهما من أشهر الزيجات الفنية بعدما طلب وجدى يدها أثناء قيامهما ببطولة فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وأعلن نبأ الزواج بعد مشهد زفة للعروسين فى نهاية الفيلم واستمر زواجهما سبع سنوات شاركا طوال فترة الزواج بمجموعة أفلام جعلت منهما ثنائيا مميزا لدى الجمهور إلى أن تم الطلاق بعد الانفصال فنياً.
شركة الأفلام المتحدة للإنتاج والتوزيع السنيمائى التى أسسها عام 1945 قدم من خلالها 20 فيلما أشهرها قلبى دليلى عام 1947، وعنبر عام 1948، وغزل البنات عام 1949، كما قدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز فى ثلاثة أفلام من إنتاجه وهم ياسمين وفيروز هانم ودهب، ويعد أنور وجدى الممثل الوحيد الذى مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن أم كلثوم، وأسمهان، وليلى مراد.
أنور وجدي، رغم كل النجاحات التي حققها، كان يعيش حياة مليئة بالتحديات الشخصية والمهنية، مما جعله رمزًا فنيًا استثنائيًا في تاريخ السينما المصرية.