الدولار عند أعلى قمة في شهرين.. كيف أثرت رهانات الفائدة على تحركه عالميًا؟

أفادت وكالة رويترز في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن الدولار الأمريكي استقر عند أعلى مستوى له في أكثر من شهرين مقابل العملات الرئيسية، مدعوماً بتوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل خفض أسعار الفائدة بوتيرة بطيئة على المدى القريب، مما دفع الين الياباني للاقتراب من حاجز الـ150 ينًا للدولار.

كما شهد اليورو تراجعًا، ليتم تداوله بالقرب من أدنى مستوى له منذ الثامن من أغسطس، في ظل ترقب المستثمرين لاجتماع البنك المركزي الأوروبي المقرر عقده يوم الخميس لمناقشة السياسات النقدية، حيث يُتوقع أن يتجه البنك لخفض آخر في أسعار الفائدة.

أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية قوة الاقتصاد رغم تباطؤه بشكل طفيف، مع تسجيل التضخم ارتفاعًا في سبتمبر بأكثر مما كان متوقعًا. دفع هذا المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على خفض حاد في أسعار الفائدة. وفي حين بدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة تيسير نقدي بخفض كبير بلغ 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر الماضي، تشير توقعات السوق الآن إلى وتيرة أبطأ لخفض الفائدة، مما عزز قوة الدولار.

ويترقب المتداولون الآن بنسبة 89% أن يتم خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر، مع احتمال خفض إجمالي يصل إلى 45 نقطة أساس حتى نهاية العام. وقد وصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى 103.27، وهو أقل بقليل من أعلى مستوى له منذ أغسطس عند 103.36 الذي سجله يوم الاثنين.

سجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 2.5%، مما يجعله في طريقه لإنهاء سلسلة خسائره التي استمرت لثلاثة أشهر. كما تلقى الدولار دعمًا إضافيًا بعد تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الاثنين، التي دعا فيها إلى "مزيد من الحذر" بشأن خفض أسعار الفائدة في المستقبل، مشيرًا إلى قوة البيانات الاقتصادية الأخيرة.

أما بالنسبة للين الياباني، فقد انخفض إلى 149.72 مقابل الدولار، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ أغسطس يوم الاثنين عند 149.98. يأتي هذا التراجع وسط تحول في لهجة محافظ بنك اليابان كازو أويدا، والرفض المفاجئ من رئيس الوزراء الجديد شيجيرو إيشيبا لمزيد من زيادات أسعار الفائدة. أضاف هذا التحول غموضًا حول موعد الخطوة التالية لتشديد السياسة النقدية في اليابان، حيث توقع استطلاع رويترز أن يمتنع البنك المركزي عن رفع الفائدة مجددًا هذا العام.

وفي سياق متصل، تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.19% ليصل إلى 0.67135 دولار أمريكي، كما انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.22% ليصل إلى 0.60835 دولار أمريكي. كما تراجع اليورو بنسبة 0.15% ليصل إلى 1.0892 دولار.

أما اليوان الصيني، فقد انخفض في التعاملات الداخلية والخارجية إلى أدنى مستوى له في شهر مقابل الدولار.

وفي بريطانيا، سجل الجنيه الإسترليني في أحدث التعاملات 1.30525 دولار، قبيل صدور بيانات الأجور البريطانية التي قد تعطي إشارات حول تحركات بنك إنجلترا في اجتماعه المقبل. وتوقعات أن التضخم سيجبر بنك إنجلترا على خفض الفائدة ببطء مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي عززت أداء الجنيه هذا العام، إلا أن هذه الرهانات تراجعت في الأسابيع الماضية، ما أدى إلى انخفاض الجنيه بأكثر من 2% خلال الشهر.