رغم الخلافات الأخيرة.. لماذا قررت أمريكا دعم إسرائيل بـ«منظومة ثاد».. وما تأثيرها على مجريات الحرب؟
رغم الخلافات الأخيرة والتي ظهرت للعلن بشكل واضح بين إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وحكومة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلا أن ما يحدث يؤكد عكس ذلك تمامًا.
وما يبرهن على عدم وجود خلاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من عام تقريبًا تنفيذ ما تعهّدت به من دعم كامل لإسرائيل.
4 أسباب وراء طلب إسرائيل «منظومة ثاد» الصاروخية من أميركا
في إطار هذا الدعم، أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل بطارية من نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" (Terminal High Altitude Area Defense) لحمايتها من الهجمات الصاروخية الإيرانية. يُعتبر "ثاد" واحدًا من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، وقد صُمم لإسقاط الصواريخ الباليستية داخل وخارج الغلاف الجوي. يعمل هذا النظام عبر إطلاق صواريخ من منصات شاحنات، ولا تحتوي الصواريخ على رؤوس حربية بل تدمر أهدافها عبر الاصطدام بها بسرعات عالية.
فشل القبة الحديدية في التصدي للهجمات الصاروخية من ايران وغزة ولبنان
إسرائيل تعمل على تعزيز دفاعاتها الجوية استعدادًا لغارات متوقعة ضد إيران، خاصة بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي استهدفت إسرائيل في الأول من أكتوبر. رغم تمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من إسقاط العديد من هذه الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب مواقع حساسة، مثل قاعدة جوية إسرائيلية تستضيف طائرات "إف-35" وصاروخ سقط على مقربة من مقر الموساد.
نفاذ الذخائر
إسرائيل طالبت بمزيد من الدعم الأمريكي لسد الثغرات في دفاعاتها، ويُتوقع أن تسهم منظومة "ثاد" في تحسين قدرتها على التصدي للصواريخ الإيرانية. هذه البطارية، التي تحتوي على 6 قاذفات بإمكان كل منها إطلاق 8 صواريخ اعتراضية، تتمتع بقدرة على اعتراض نسبة كبيرة من الصواريخ القادمة.
بجانب البعد العسكري، يشير نشر "ثاد" أيضًا إلى دعم سياسي قوي من الولايات المتحدة لإسرائيل ضد إيران. غير أن هذا الدعم يأتي مشروطًا برغبة واشنطن في كبح جماح الرد الإسرائيلي على إيران وتجنب استهداف المنشآت النووية أو النفطية، وهو أمر لم توافق عليه إسرائيل حتى الآن.
وضع معادلة جديدة للحرب
على الرغم من هذا الدعم، تواجه إسرائيل تحديات تتعلق بنقص الصواريخ الاعتراضية في دفاعاتها الجوية، وهو ما يزيد من مخاطر تعرضها لضغط كبير في حال وقوع هجمات متزامنة من إيران وحزب الله. وبالتوازي مع دعمها لإسرائيل، تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة نتيجة دعمها العسكري المستمر لأوكرانيا، مما يضع مواردها في موقف حرج.
ترقبا لرد إيران في حال ضربت إسرائيل منشآت حيوية
يتوقع العالم ردًا إسرائيليًا على الهجمات الإيرانية الأخيرة، في وقت تُظهر فيه تصريحات الطرفين استعدادًا متبادلًا لمواجهة قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة، خاصة في ظل تصاعد العمليات العسكرية في لبنان وغزة. ومع تصاعد الصراع، يظل دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بمثابة عامل استراتيجي حاسم في التأثير على مجريات الحرب واحتمالات التصعيد الإقليمي.