خاص| الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من احتمال وقف إمدادات الأسلحة إذا لم تسهّل توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
وجهت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرًا إلى إسرائيل بشأن احتمال فرض عقوبات عليها، بما في ذلك وقف إمدادات الأسلحة، إذا لم تتخذ خطوات سريعة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
في خطاب أرسله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تم منح إسرائيل مهلة 30 يومًا لتخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة. وورد في الخطاب، الذي سُرِّب عبر الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد ونشره موقع "أكسيوس"، أن واشنطن قلقة من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية صحة الخطاب، موضحًا أن الرسالة ليست تهديدًا ولكن تذكيرًا بمدى الجدية التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع مسألة المساعدات. وقال المتحدث: "نحن بحاجة إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية بشكل كبير".
وفقًا للخطاب، تراجع حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة إلى أدنى مستوياتها منذ شهور، على الرغم من وعود إسرائيل السابقة بالسماح بمرور المزيد من الشحنات. وطالبت الرسالة باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يومًا، بما في ذلك السماح بمرور 350 شاحنة مساعدات يوميًا ووقف الأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية.
وفي حالة عدم امتثال إسرائيل، أشار الخطاب إلى إمكانية تطبيق بنود مذكرة سياسات الأمن القومي NSM20، التي تمنح الولايات المتحدة صلاحية تعليق المساعدات العسكرية لدول لا تلتزم بتعهداتها في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
ردًا على ذلك، صرح مسؤول إسرائيلي في واشنطن بأن الحكومة الإسرائيلية تأخذ التحذير على محمل الجد وتنوي معالجة المخاوف الأمريكية. ومع ذلك، رفض التعليق على التفاصيل.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حالة من التوتر السياسي الداخلي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. ويخشى الاستراتيجيون الديمقراطيون من أن موقف إدارة بايدن تجاه غزة قد يؤثر سلبًا على فرص المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس في ولاية ميتشجان التي تضم عددًا كبيرًا من الناخبين العرب الأمريكيين.
إلى جانب ذلك، يواصل المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة الدعوة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، التي تعاني من نقص حاد في الوقود والأدوية والإمدادات الغذائية، بحسب تقارير الأمم المتحدة. ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبقى أن نرى كيف ستتعامل إسرائيل مع هذا التحذير الأمريكي.
رفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على ما قد يحدث في حال لم تستجب إسرائيل للمهلة المحددة، بينما أكد مسؤولون أن هذه الخطوة جاءت نتيجة لتدهور الأوضاع في غزة واستمرار تجاهل إسرائيل للمطالب الدولية بزيادة تدفق المساعدات.