خلفاً للسنوار.. هل تختار حركة حماس قائدها من خارج قطاع غزة؟
تستعد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لاختيار زعيم جديد لها خلفًا ليحيى السنوار، الذي استشهد الأربعاء الماضي خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة.
وتشير التوقعات إلى أن خليفة السنوار سيكون على الأرجح من المقيمين خارج قطاع غزة، في وقتٍ قد يلعب شقيقه محمد السنوار دورًا أكبر في مواجهة إسرائيل داخل القطاع.
وبحسب تقارير، سيتعين على القيادة مراعاة تفضيلات إيران عند اتخاذ قرارها، خاصة أن المرشحين الرئيسيين لخلافة السنوار يقيمون حاليًا في قطر. وتشمل الأسماء المرشحة خالد مشعل، محمد درويش، وخليل الحية، أحد قادة حماس البارزين والمفاوض الرئيسي للحركة.
السنوار لن يتكرر
وتشير التقارير إلى أن يحيى السنوار، الذي كان أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، كان قد دمج القيادتين العسكرية والسياسية خلال فترة زعامته خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في إيران، لكن هذا النموذج قد لا يتكرر.
وتوضح التقارير أنه من المتوقع أن يتم توزيع المهام بين قائد يشرف على العمليات العسكرية وآخر يتولى الشؤون السياسية للحركة خاصة في ظل استمرار العداون الإسرائيلي على قطاع غزة والذي دخل عامه الثاني على التوالي.
وحدة القيادة
وفي ظل الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت قادة حماس في الداخل والخارج، تواجه الحركة تحديات في الحفاظ على وحدة القيادة. كما يُرجح أن تحتفظ حماس بمطالبها الأساسية في محادثات وقف إطلاق النار، رغم أنها قد تظهر بعض المرونة في تبادل الأسرى.
وترى مصادر مقربة من حماس أن إيران، الحليف الأقوى لحماس، سيكون لها دور حاسم في تحديد القيادة الجديدة، حيث تستمر في تقديم الدعم العسكري والمالي للحركة. كما سيتعين عليها أيضاً مراعاة وجود جميع المرشحين الرئيسيين لتولي منصب رئيس المكتب السياسي للحركة حالياً في قطر.
ويبقى السؤال الأهم الآن: من سيقود حماس في هذه المرحلة الحرجة، وكيف ستتأقلم الحركة مع فقدان زعمائها البارزين؟
استبدال القيادة بسرعة وكفاءة
ولدى حماس تاريخ طويل في استبدال قادتها بسرعة وكفاءة، وذلك لوجود مجلس الشورى، أعلى هيئة لصنع القرار في الحركة، المكلف باختيار زعيم جديد.
ويضم مجلس الشورى ممثلين عن حركة حماس في قطاع غزة والضفة الغربية والسجون الإسرائيلية والشتات الفلسطيني، وهذا يعني أن الزعيم الجديد ستكون لديه سلطة الدخول في محادثات وقف إطلاق النار حتى لو لم يكن في غزة، حيث لا يزال مسلحو حماس يحتجزون العشرات من الأسرى الإسرائيليين.
وقال محللون ومصدر من حماس لوكالة "رويترز" إن قائمة المرشحين الرئيسيين تضم خالد مشعل، ورئيس مجلس الشورى في الحركة محمد درويش، إلى جانب الحية وهو كبير مفاوضي حماس.
وأضاف المصدر أن حماس سيتعين عليها إخطار قطر، التي تلعب دوراً رئيسياً في محادثات وقف إطلاق النار التي لم يُكتب لها النجاح حتى الآن، وعواصم أخرى في المنطقة قبل اتخاذ قرارها.