بعد إضافة «خامنئي» لقائمة الاغتيالات وارتفاع سقف بنك الأهداف.. هل تنجح إسرائيل في تنفيذ تهديداتها.. وكيف سيكون رد إيران؟

بعد إضافة «خامنئي» لقائمة الاغتيالات وارتفاع سقف بنك الأهداف.. هل تنجح إسرائيل في تنفيذ تهديداتها.. وكيف سيكون رد إيران؟

تواصل إسرائيل يوميًا تصعيد لهجتها العدائية تجاه دول المنطقة، بما فيها إيران. وبينما يحبس العالم أنفاسه بانتظار الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط، تستمر طهران في تحضيراتها الدفاعية.

الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران

وفي الأسابيع الأخيرة، أكد العديد من المسؤولين الإيرانيين استعداد بلادهم لأي هجوم إسرائيلي، كما كشف مسؤولان في الحرس الثوري بعض ملامح هذه الاستعدادات. فقد صرّح القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، يوم الخميس، بأن إسرائيل "تحفر قبرها بيديها"، وتجرّ نفسها نحو "الانتحار". جاء هذا في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة "انتقامية قوية" ضد إيران ردًا على الهجمات الصاروخية الأخيرة.

ورغم معارضة الولايات المتحدة لاستهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن، تلتزم إسرائيل الصمت بشأن "بنك أهدافها" المزعوم، وسط ضغوط داخلية تدعو إلى ضربة قوية "دون خطوط حمراء" تتضمن المواقع النووية وربما اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي.

وعقب نجاح إسرائيل في اغتيال شخصيات بارزة من "حزب الله" اللبناني، عرضت "القناة 14" الإسرائيلية قائمة لشخصيات اعتبرتها "أهدافًا محتملة" في ردّها المرتقب، وأثارت هذه القائمة جدلًا حول مدى الخطوات التي قد تتخذها إسرائيل ضد إيران، بما في ذلك احتمال استهداف خامنئي، رغم أن اسمه لم يُدرج رسميًا ضمن "قائمة الاغتيالات" المعلنة في تل أبيب.

وكانت هذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم خامنئي ضمن بنك أهداف إسرائيلي محتمل، حيث صرّح مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" بأن على إسرائيل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران، بما في ذلك استهداف شخصيات مثل خامنئي، الذي يُعتبر، بحسب المسؤول، "قوة دافعة وراء الهجمات الأخيرة، وساعيًا لزعزعة الاستقرار والقدرات النووية". واعتبر أن اغتيال شخصيات رئيسية كخامنئي "يوصل رسالة قوية إلى طهران وحلفائها".

وبعد أن استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لـ"حزب الله" مقر إقامة نتنياهو في مدينة قيسارية على البحر المتوسط، في محاولة لاغتياله وفقًا للحكومة الإسرائيلية، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" في 20 أكتوبر الجاري أن إسرائيل تصر على توسيع نطاق أهدافها لتشمل رموزًا سيادية، ملوّحةً بإدراج مقر المرشد الإيراني خامنئي ضمن بنك الأهداف.

كما أفادت وكالة "رويترز" في 28 سبتمبر الماضي أن المرشد الإيراني نُقل إلى "مكان آمن" داخل البلاد، تحت حماية أمنية مشددة، بعد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

وفيما يتوقع العالم رد إسرائيل المرتقب، أرسلت الولايات المتحدة منظومة "ثاد" للدفاع الجوي إلى إسرائيل دعمًا لحليفتها في الشرق الأوسط لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل، لكن القائد سلامي وصف هذه المنظومة بأنها مجرد "أنابيب لا يُعتمد عليها". وأضاف مخاطبًا الإسرائيليين: "لا تثقوا بأنابيب (ثاد)، فأنتم تعتمدون على دفاع محدود"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "منهكة ومتآكلة"، وتعتمد على منصات دفاع صاروخي محدودة، وهذا "خطأ كبير".

واعتبر سلامي أن إسرائيل "في حالة انتحار"، مضيفًا: "عندما ترغب قوة في الانهيار، تُعدّ الأسباب بنفسها، وإسرائيل اليوم تحفر قبرها بيديها"، مشيدًا بالشباب في لبنان وفلسطين وداعيًا شباب الإسلام للانضمام إليهم.

وجاءت تصريحات سلامي بعد يوم من تصريحات تصعيدية لمسؤولين إسرائيليين ضد إيران، إذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن العالم "سيشهد قوة إسرائيل" بعد توجيه ضربة لإيران، قائلًا لقواته في قاعدة "حتسريم" الجوية: "بعد أن نهاجم إيران، سيعلم الجميع قوتنا". وحذّر بأن "أي عدو يحاول إيذاء إسرائيل سيدفع ثمنًا باهظًا".

ومع تحسبها لردّ إسرائيلي واسع، أبدت إيران قلقها من إمكانية استغلال بعض الجماعات المسلحة، مثل فلول داعش، الوضع الداخلي لشن هجمات. وكشفت أربعة مصادر إيرانية عن حالة تأهب قصوى، حيث عززت إيران دفاعاتها الجوية في المواقع العسكرية والنووية الحساسة، وفقًا لما نقلته "نيويورك تايمز".

الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل

ويرى محللون أن الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل لم يسبق له مثيل، حيث اقتصر على ما يُعرف بـ"الحرب الظل" عبر البحر والجو والأرض والفضاء الإلكتروني، إلا أن توجيه الطائرات الإسرائيلية ضربات مباشرة ضد إيران قد يضع طهران في موقف غير مسبوق.

وفي هذا السياق، اعتبر أفشون أوستوفار، أستاذ الأمن القومي في كلية الدراسات البحرية الأمريكية، أن ضعف إيران يكمن في امتلاكها لأدوات عسكرية أقل من إسرائيل.

وأشار أربعة مسؤولين إيرانيين إلى أن الرد الإيراني سيعتمد على حجم الهجوم الإسرائيلي. ففي حال استهدفت إسرائيل المنشآت النفطية والنووية، فقد تصل الردود إلى إطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ باليستي نحو إسرائيل، مع تصعيد هجمات حلفائها في المنطقة، وقد تعطل طهران الشحن البحري في مضيق هرمز. أما إذا كانت الضربات محدودة، فقد تتجنب إيران الرد الكبير.

وفي بداية أكتوبر الجاري، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل، ما دفع تل أبيب للتهديد بردّ "قاتل وغير متوقع"، دون تحديد توقيته أو طبيعته.

يُذكر أن إيران لم تواجه تهديدًا خارجيًا بهذا الحجم منذ انتهاء الحرب مع العراق قبل أكثر من ثلاثة عقود، ما يضع المنطقة أمام احتمال تصعيدٍ قد يعيد تشكيل الخارطة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط.

أهم الأخبار