الانتحار وسيلة الشباب للهروب من جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الإنسانية
انتهاكات وجرائم كبرى يتعرض لها الشباب اليمني على يد ميليشيا الحوثي، خيث تواصل هذه الجماعات الارهابية المدعومة من ايران ضغوطها غلى الشباب من أجل الانضمام لصفوفها فهذه الفئة تُعتبر المزود البشري الأساسي لصفوفها في المعارك الدائرة في الكثير من المدن والمحافظات، وتراقب بشكل خاص الفنانين والمثقفين، لما لهم من تأثير على المجتمعات، وتحسباً لظهور أيّ حركات تحريضية ضد الميليشيات الموالية لإيران.
وكشفت مصادر مطلعة أنّ الطالب زكريا السعيدي أقدم على الانتحار شنقاً، بعد رفض الميليشيا عودته إلى المدرسة التي طرد منها، بسبب عدم تسديده ما يُسمى بالاشتراك الشهري، والمقدّر بنحو (2000) ريال.
وحاولت الميليشيا التغطية على جريمتها بزعم أنّ الطفل انتحر بعد أن رفض والداه ذهابه معهما إلى صنعاء، مرجعةً ذلك إلى ما سمّته بـ"التأثر بالمسلسلات التلفزيونية غير المناسبة مع أعمار الأطفال ومحتواها".
يُذكر أنّ زكريا السعيدي هو واحد من بين آلاف التلاميذ الذين أجبروا على عدم الالتحاق بالمدارس بسبب الجبايات التي تفرضها ميليشيا الحوثي على أسر الأطفال تحت ذرائع مختلفة.
وأقدم الطالب زكريا السعيدي على الانتحار شنقاً، بعد رفض الميليشيا الحوثية عودته إلى المدرسة، بسبب عدم تسديده الاشتراك الشهري
وفرضت الميليشيا على كلّ تلميذ رسوماً شهرية مقدارها (2000) ريال تحت مُسمّى "المشاركة المجتمعية"، بينما تذهب هذه الجبايات إلى جيوب قادة الميليشيا، والبعض منها لتمويل حرب الحوثيين على الشعب اليمني.
وبالنسبة للمعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين، فإنّهم لا يتلقون رواتب منذ شهر سبتمبر 2016، إضافة إلى فصل آلاف المعلمين الذين يخالفون ميليشيات الحوثي في أفكارها.
وبحسب التقارير الأممية، فإنّ أكثر من مليوني طفل يمني حُرموا من التعليم بسبب الحرب وتحويل الميليشيا الحوثية بعض المدارس إلى معتقلات أو ثكنات عسكرية، فضلاً عن استهداف وتدمير عشرات المدارس.
كما أنّ تدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين، وارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 60%، جعلت أولياء الأمور غير قادرين على دفع الجبايات التي تفرضها الميليشيات، ممّا يعني أنّ الأطفال في اليمن أُضيف إليهم سبب آخر للحرمان من التعليم، وهو ما يدفع كثيراً منهم إلى العمل في سنّ مبكرة.
وكشفت تقارير محلية أنّ الميليشيا الحوثية تستخدم التعليم، لا سيّما في المرحلة الثانوية والجامعية، لمساومة الأسر على الدفع ببعض أبنائها الأطفال إلى الجبهات للقتال في صفوفها مقابل تعليم بقية أبنائهم.
كما كشف تقرير بحثي جديد أنّ ميليشيا الحوثي تعتقل كلّ من يروج للسلام في مناطق سيطرتها، مؤكداً أنّ غالبية فنّاني الرسم توقفوا عن ممارسة أعمالهم خوفاً من الاعتقال ومصادرة أعمالهم.
وأكد تقرير "دور الفنون في بناء السلام في اليمن" نشرته وكالة سبأ الرسمية، أنّ معظم فناني الرسم التعبيري في صنعاء عبّروا عن خوفهم من الاستجواب أو مصادرة أعمالهم، ولا سيّما العمل أو المشاريع التي تشير إلى السلام أو التعايش.
وأضاف التقرير أنّ الفنانين لا يتبادلون خبراتهم خوفاً من التعرض للترهيب، مشيراً إلى أنّ كثيراً من الفنانين الذين يتمتعون بإمكانات كبيرة ولديهم الأدوات والمعدات خائفون للغاية ومرعوبون من العمل في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي.
وذكر التقرير، المموّل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أنّ عدداً من المصورين كانوا يحملون كاميراتهم، وقد تمّ الاستيلاء عليها بالقوة ومصادرتها من قبل الميليشيا الحوثية.