جهود عالمية مستمرة لاحتواء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا
لازالت الجهود العالمية تتواصل من أجل احتواء الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، حيث توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك من أجل بحث سبل إنهاء التوتر القائم بين بلاده وروسيا.
يأتي اللقاء في أعقاب لقاء ماكرون مع نظيره الروسي بوتين أمس الإثنين في موسكو. حيث قدم الرئيس الفرنسي عدة مقترحات من أجل حل الأزمة الراهنة بين أوكرانيا وروسيا من بينها عدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة من الطرفين، وإطلاق مفاوضات سلام وحوار استراتيجي.
وكشفت الرئاسة الفرنسية عن أنه من بين اقتراحات ماكرون التعهد بعدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة من الجانبين والبدء في حوار حول الانتشار العسكري الروسي ومفاوضات سلام حول النزاع في أوكرانيا وبداية حوار استراتيجي.
فيما أعلن الرئيس الروسي عقب المحادثات التي استمرت أكثر من خمس ساعات مع ماكرون إن "بعضا من أفكار" نظيره الفرنسي "قد تساهم في إحراز تقدم مشترك" وسيتحدث مجددا إلى ماكرون بعد زيارته لكييف.
فيما أوضح ماكرون إن الرئيس بوتين أبدى استعداده الالتزام هذا المنطق معربا عن رغبته في حفظ الاستقرار ووحدة أراضي أوكرانيا".
ومن المقرر أن يلتقي ماكرون في برلين بالمستشار الألماني أولاف شولتز العائد للتو من واشنطن ضمن سلسلة جهود دبلوماسية أوروبية خلال الأسبوعين الراهن والمقبل.
وكانت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا قد اندلعت بعد اعلان الجانب الروسي عن ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا العام 2014، ومنذ ذلك الحين يواجه انفصاليون مدعومون من موسكو مع الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
يذكر أن ماكرون يعد أول رئيس لدولة غربية يلتقي فلاديمير بوتين منذ تصاعد التوتر في كانون الأول/ديسمبر. ويلتقي بعدها المستشار الألماني أولاف شولتز بدوره بوتين في موسكو في 15 شباط/فبراير بعد محطة له في كييف أيضا.
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي أن أي هجوم من جانب روسيا سيعني حتما "نهاية" خط أنابيب الغاز الروسي الألماني الاستراتيجي "نورد ستريم 2" الذي يثير جدلا.
فيما كانت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة قد أعلنت عن أرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا، حيث أفادت الاستخبارات الأمريكية أن الانتشار العسكري الروسي الضروري لشن هجوم كبير على أوكرانيا بات جاهزا بنسبة 70%.
وكان الجانب الأمريكي والأوروبي قد أطلق عدة تحذيرات إلى روسيا من عواقب وخيمة جدا ستواجهها إذا هاجمت أوكرانيا مجددا مع إقرار عقوبات مدمرة.
وأكد أولاف شولتز خلال زيارته واشنطن أمس الإثنين أن الولايات المتحدة وألمانيا متفقتان على العقوبات التي ينبغي أن تفرض على روسيا حال قيامها بالهجوم على أوكرانيا وسيتخذ البلدان "الإجراءات نفسها".