الأمم المتحدة تشيد بدور الكويت في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب
أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب مكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، عن امتنانه للكويت لاستضافتها ومساهمتها الفعّالة في إنجاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي اختتم أعماله اليوم الثلاثاء، مشددًا على أن المشاركة الواسعة في المؤتمر تؤكد أن مكافحة الإرهاب ما زالت على رأس أولويات الأجندات الوطنية لدول العالم.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وقناة الأخبار، أشار فورونكوف إلى أن 92 دولة شاركت في مؤتمر الكويت، مما يُعد دليلًا قاطعًا على مدى إدراك دول العالم حجم التهديدات المتزايدة التي ما زال الإرهاب يمثلها، وتطلعها إلى اتخاذ إجراءات أفضل لتعزيز التعاون في مكافحته. وتابع فورونكوف: "لذا، جاء عقد هذا المؤتمر في وقته، حيث عُقدت مناقشات مكثفة للغاية على مدى يومين، وخرجت بنتائج واضحة تمامًا"، مشددًا على أن "إعلان الكويت" الصادر عن المؤتمر يُعد "التزامًا عمليًا سيتم متابعته بالتعاون مع الكويت".
وأكد وكيل الأمين العام أن "إعلان الكويت" سيكون آلية للتقييم، خاصةً أن المؤتمر المقبل سيُعقد في نيويورك خلال عامين "للوقوف على مدى السرعة والفعالية في جهودنا لمكافحة الإرهاب". وأضاف: "أعتقد أن هذا يثبت أننا على المسار الصحيح، وأننا نعمل مع الدول الأعضاء، ونستمع إليها ونحاول تكييف الأجندة مع احتياجاتها".
كما أكد فورونكوف وجود إرادة دولية قوية لمواصلة تعزيز التعاون في ظل التغيرات الدراماتيكية الكبيرة التي يشهدها العالم، والتي خلقت أجواء غير ملائمة للعلاقات الدولية والسياسة العالمية. وأضاف: "عند الحديث عن مكافحة الإرهاب، أؤكد أن الإرادة القوية للتعاون ما زالت قائمة. إنها إرادة قوية للعمل من أجل تحقيق نتائج عملية".
وشدد فورونكوف على وجود تفاهم مشترك بأن الإرهاب يُشكل تهديدًا حقيقيًا للعديد من دول العالم، وأن التعاون هو السبيل الوحيد الفعّال للمضي قدمًا من أجل تحقيق الهدف المشترك في عالم خالٍ من الإرهاب.
من جانبه، أعرب وكيل الأمين العام عن إعجابه بالتطور السريع الذي تشهده الكويت، مشيرًا إلى أن "الكويت تُعد من الدول الرائدة ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع". وتابع: "بصفتي دبلوماسيًا سابقًا، يمكنني القول إن أنشطة ونتائج الدبلوماسية الكويتية متميزة للغاية، وهذا ما أظهره المؤتمر".
وقد اختتمت اليوم أعمال المؤتمر رفيع المستوى الرابع لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود، تحت عنوان "مرحلة الكويت من عملية دوشانبه"، الذي استضافته الكويت برعاية أميرية سامية لمدة يومين. وأصدر المؤتمر في ختام أعماله "إعلان الكويت" الذي يشدد على ضرورة تعزيز التعاون على جميع المستويات الدولية والإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية الحدودية.
وتعهد المؤتمرون في الإعلان بتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب و"ميثاق المستقبل"، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وقواعد ومبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة. وأكد وزير الخارجية، عبد الله اليحيى، أن "إعلان الكويت" يُعد وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود.
وأضاف اليحيى، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الطاجيكستاني، سراج الدين مهر الدين، ووكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والمدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، أن المؤتمر يمثل منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، ويُعد فرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة، ومناقشة سبل مواجهة التهديدات الناشئة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد اليحيى أن استضافة الكويت للمؤتمر تأتي انطلاقًا من حرصها على دورها الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، ودعم جميع الجهود الأممية والإقليمية للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي.