فنانة فلسطنية تحول النفايات إلى تركيب فني لزيادة الوعي
في إطار معرض "شاعرية الأرض - Earth Poetica"، عرض حوض مائي في القدس، يغذي تركيب فني فريد من نوعه النقاش حول كيفية منع النفايات البلاستيكية من الاستمرار في الإضرار بالبيئة.
يبلغ قطرها أربعة أمتار وهي مصنوعة من الحديد المطاوع مع 180 لوحة تتألق وتلمع في الضوء، الكرة الأرضية العملاقة التي تجسد العرض هي تمثيل لعالمنا اليوم.
العمل صممته بشكل كلي الفنانة بيفرلي بركات من النفايات المرسلة إليها من أشخاص يعيشون في القدس وفي بلدان أخرى، بالإضافة إلى البلاستيك الذي جمعته بنفسها في إسرائيل.
حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن العالم يغرق في البلاستيك. وبحسب أرقامه الأخيرة، ينتج سكان العالم أكثر من 300 مليون طن من النفايات البلاستيكية كل عام. ويقول البرنامج "تم إعادة تدوير 9 بالمئة فقط من جميع النفايات البلاستيكية التي تم إنتاجها على الإطلاق. وقد تم حرق حوالي 12 بالمئة، بينما تراكم الباقي حوالي 79 بالمئة في مدافن القمامة أو المكبات أو البيئة الطبيعية."
"هل هذا هو الميراث الذي سنتركه لأطفالنا؟"
تشرح بركات ما دفعها لبدء هذا العمل بقولها "شاعرية الأرض - Earth Poetica بدأ من فيلم وثائقي شاهدته عن الأطفال، أطفال صغار جدًا يجمعون النفايات والقمامة البلاستيكية من الشواطئ حيث يعيشون. وكان الشاطئ كله مليئًا بالنفايات البلاستيكية التي تأتي من البحر والطمر. قلت لنفسي، هل هذا هو الميراث الذي سنتركه لأطفالنا؟".
وتضيف بركات "لقد صنعت الكرة الأرضية في إشارة إلى أن العالم مشكل من النفايات البلاستيكية. يبلغ قطر المشروع أربعة أمتار، ويحتوي على 18 شريحة تشكل الكرة. كل شريحة مبنية من عشر قطع مختلفة تتجمع معًا لتكون العالم. العالم سيغرق في النفايات البلاستيكية، في المستقبل إذا لم نغير الطريقة التي نتخذ بها القرارات والطريقة التي نتصرف بها مع العالم. وهذا ما سيكون عليه العالم في المستقبل".
جمعت بركات كميات البلاستيك بالقرب من منزلها وجلبت كميات أخرى من الرحلات التي قامت بها إلى خارج إسرائيل لمدة ثلاث سنوات تقريبًا. حتى أنها طلبت من أصدقائها إرسال نفاياتهم البلاستيكية لتضمينها في القطعة.
تلوث في الأرض وفي البحار
معرض "شاعرية الأرض Earth Poetica" لم يقام في حوض مائي بالصدفة، بل يعد الحوض محاكاة للبحار والمحيطات التي تعاني بدورها من تلوث كبير من كمية البلاستيك التي يتم إلقاؤها في محيطاتنا. والتركيب الفني أخذ بعين الاعتبار هذه المعظلة من خلال تجسيد لبعض الكائنات البحرية وهي تعاني من التلوث.
في العام 2018، أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن حوالي 13 مليون طن من التدفقات البلاستيكية إلى المحيطات كل عام.
يوجه مدير الحوض المائي ألون ليفي الزائرين إلى الحوض حيث تسبح السلاحف. البعض منها فقدت زعانفها بسبب الحوادث التي تعرضت لها بسبب التلوث البلاستيكي.
يقول ليفي "يمكنك أن ترى هنا في معرض السلاحف البعض منها مبتورة الأطراف (الزعانف) لأنها علقت بنفيات من البلاستيك. هذه السلاحف موجودة في هذا الحوض منذ 15 عامًا وآمل أن يذهب صغارها إلى البحر، بيئتهم الطبيعية".
النفايات البلاستيكية
يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن عشرة بالمئة فقط من النفايات البلاستيكية التي يتم إنتاجها على مستوى العالم قابلة لإعادة التدوير. فالعملية صعبة للغاية لأن هذا النوع من التلوث يتطلب أنظمة مراقبة لتتبع مكان إنتاج البلاستيك وأين ينتهي في النهاية.
وفقًا لتقييم نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يستمر التلوث البلاستيكي في المحيطات في الارتفاع وقد يتضاعف بحلول العام 2030.
تأمل بركات أن يعمل عملها على زيادة الوعي بالمشكلة لدى الأشخاص الذين يستجيبون لها من مختلف الدول حول العالم. وتقول "الأشخاص الذين بدأوا يسمعون عن المشروع أرسلوا لي طرودًا قاموا بجمعها، نفايات بلاستيكية من الأخشاب في سلوفينيا مثلا ومناطق أخرى. بدأت في تلقي حزم مختلفة من النفايات البلاستيكية من أستراليا ومن أوروبا".