بعد أن أصبحت غزة ركامًا.. متى سيتم وقف إطلاق النار.. وكم ستتكلف إعادة الإعمار؟
في الوقت الذي يترقب فيه العالم قرار وقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن المعاناة لم تجد طريقها نحو النهاية، حيث أشار أجيث سونغاي، مدير المكتب الأممي لحقوق الإنسان، إلى أن الجيش الإسرائيلي فشل في الالتزام بمعايير القانون الدولي الإنساني. ومع تفاقم الأزمة، تشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستبلغ نحو 100 مليار دولار، وفقًا لدراسة حديثة.
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية تهدد مليوني نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء. وأوضح أن 74% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وأن 100 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا بحاجة إلى تغيير فوري نتيجة اهترائها. ويعاني القطاع أيضًا من منع دخول ربع مليون خيمة وكرفان بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر.
وأدى العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى دمار هائل، فقد فقد مليون شخص منازلهم، وتضررت نحو 90% من المرافق الصحية بشكل كلي أو جزئي، بالإضافة إلى تدمير المدارس والبنية التحتية، مما جعل غزة منطقة ركام متكاملة. ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "راند" البحثية الأمريكية، ستكلف إعادة إعمار القطاع ما يزيد على 80 مليار دولار، بينما تتطلب إزالة الأنقاض وحدها ما يقرب من 700 مليون دولار.
تدمير البنية التحتية والموارد الاقتصادية
قال سونغاي إن القوات الإسرائيلية تستهدف عمدًا الموارد الاقتصادية للفلسطينيين، مشيرًا إلى استهداف المستشفيات والمدنيين، مع تواصل الأوامر الإسرائيلية بإخلاء الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب. وأكد أن الوكالات الأممية تجد صعوبة منذ 6 أكتوبر في الوصول إلى مناطق شمالي غزة.
خسائر بشرية غير مسبوقة
أعلنت الأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون نحو 70% من ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة، وبلغ عدد القتلى في القطاع أكثر من 43 ألف شخص منذ السابع من أكتوبر. وتم تدمير ثلثي الأبنية في غزة كليًا أو جزئيًا.
مقترح مصري لوقف إطلاق النار
قدمت مصر مقترحًا لوقف إطلاق النار مؤقتًا، يتضمن الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليين وبعض الأسرى الفلسطينيين. ويأتي هذا المقترح في الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي خلّف مئات الضحايا من المدنيين وخطف العديد من الأشخاص. ورغم المساعي المستمرة من مصر وقطر والولايات المتحدة، لم تُسفر المحادثات عن اتفاق نهائي.
تصريحات الأمم المتحدة بشأن معاناة المدنيين
وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الوضع في شمال غزة بأنه "لا يُطاق"، وأكد أن الصراع يستمر دون مراعاة لمتطلبات القانون الدولي الإنساني. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المدنيين يُحاصرون تحت الأنقاض ويفتقرون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، في ظل تشتت الأسر واحتجاز الكثيرين.
وأوضح دوجاريك أن السلطات الإسرائيلية تعرقل جهود توصيل الإمدادات الأساسية، ما يعرض حياة المدنيين للخطر، وأن الدمار الناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية يجعل الحياة في الشمال غير ممكنة.