البحرين والإمارات توقعان اتفاقيتين حول الاستدامة وتصميم حمولة بحرينية لسطح القمر
وقّعت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء البحرينية ومركز محمد بن راشد للفضاء الإماراتي، اليوم الخميس، اتفاقيتين للتعاون في إطار مشاركتهما بمعرض البحرين الدولي للطيران 2024 في نسخته السابعة.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن الاتفاقية الأولى تهدف إلى الاستفادة من بيانات مراقبة الأرض لتطبيقات فضائية تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية، استناداً إلى حرص الطرفين على تعزيز التعاون بما يعود بالنفع على تطور قطاع الفضاء على الصعيد الإقليمي ويخدم التنمية الشاملة والمستدامة. وأوضحت الوكالة أن التعاون سيبدأ بمشروع لمراقبة جودة المياه باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والذكاء الاصطناعي.
وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاقية الثانية تختص بتصميم حمولة بحرينية سيتم تثبيتها على مستكشف فضائي تابع لمركز محمد بن راشد للفضاء، عبر إرسال حمولة بحرينية بإمكانيات متنوعة على متن مستكشف جديد طوره المركز، والذي سينطلق إلى سطح القمر لجمع البيانات لأغراض البحث والدراسة والتطوير. وأوضحت أن هذه المشاركة تتضمن تطوير فريق من الهيئة لكاميرات ذات مواصفات قياسية ملائمة لبيئة القمر القاسية، ليتم استخدامها في نظام الملاحة والتوجيه الخاص بالمستكشف، مما يمكّن فريق التحكم الأرضي من أداء مهامهم بشكل دقيق، واستكشاف منطقة الهبوط، ورسم خرائط لها، وتحليل تربتها.
يأتي هذا التعاون تتويجاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في عام 2019 واستكمالاً لسلسلة من التعاون في مجالات عدة بينهما، من بناء وإطلاق الحمولات الفضائية والمشاركة في مهام استكشاف القمر والفضاء الخارجي. وتهدف الاتفاقيتان إلى توسيع نطاق التعاون بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات والعمل على مبادرات مشتركة توظّف البيانات الفضائية والتقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والعميق، في مشاريع وطنية وإقليمية ودولية في قطاعات متعددة، كالقطاع الزراعي والبيئي والتطوير العمراني والطاقة المتجددة وإدارة الكوارث، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة، صرّح الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء البحرينية، الدكتور محمد العسيري، بأن رؤية البحرين 2030 تعمل كإطار يدمج مراقبة المناخ والتطلعات إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية ضمن أهداف البحرين التنموية. وأضاف العسيري أن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ملتزمة منذ انطلاقتها بتطوير تقنيات الفضاء لخدمة التنمية المستدامة في البحرين، وهو ما تم التأكيد عليه أيضاً في السياسة الوطنية للفضاء، مشيراً إلى أن من أبرز المبادرات الرائدة إنشاء مختبر الصور والبيانات الفضائية الذي يلعب دوراً محورياً في مواجهة تحديات تغير المناخ.
كما لفت العسيري إلى أن المختبر يوفّر البيانات والصور الفضائية والدراسات التحليلية لمختلف الجهات المعنية، لمراقبة الموارد وتقييم الأنظمة البيئية وتطوير السياسات المناخية، وتعزيز أهمية المبادرات الفضائية في مكافحة تحديات تغير المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة.
وحول اتفاقية تصميم حمولة بحرينية لتثبيتها على مستكشف فضائي، أعرب العسيري عن فخره بهذا التعاون المثمر بين البحرين والإمارات، مؤكداً أنه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحضور العربي في مجال علوم المستقبل واستكشاف الفضاء.
من جانبه، قال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، سالم المري، إن توقيع هذه الاتفاقية مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين يعكس الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الفضائي بين دول المنطقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف المري قائلاً: "نؤمن بأن البيانات الفضائية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة توفر إمكانات كبيرة لدعم الاستدامة البيئية وإدارة الموارد الطبيعية بفعالية، مما يسهم في مواجهة تحديات تغير المناخ على المستوى الإقليمي والعالمي."
وأعرب المري عن تطلعه، من خلال هذه الاتفاقية، للعمل مع الشركاء في البحرين على مشاريع تهدف إلى تعزيز الابتكار وتقديم قيمة مضافة للقطاع الفضائي.