الورقة الاخيرة.. محاولات إخوانية يائسة للعودة لحكم تونس
فشلت كافة محاولات إخوان تونس في حشد اي تأييد شعبي لعودتهم للحكم، حيث أعلنت حركة ومواطنون ضد الانقلاب الاخوانية، تأجيل وقفة احتجاجية التي كانت مقررة يوم الأحد الماضي إلى الثالث عشر من شهر فبراير الجاري.
واوضح البيان المشترك الصادر عن اخوان تونس، أنّ مبرر التأجيل هو "ما أثارته الدعوة من سجال، يتعلق بتزامنها مع وقفة دعت إليها مجموعة من الأحزاب والمنظمات، إحياء لذكرى اغتيال الشهيد شكري بلعيد".
خريطة طريق ملغومة
وجاء تأسيس حركة "مواطنون ضد الانقلاب"، خلال النصف الثاني من العام الماضي، وظهر فيها عبد الرؤوف بوطيب، المستشار السياسي السابق للرئيس التونسي قيس سعيّد، ووفقاً لموقع الصباح التونسي، فقد اقترحت الحركة خريطة طريق، زعمت أنّها تمثل "أرضيّة جامعة لكل من يرى فيها نفسه، من قوى حزبية أو مناهضة للانقلاب".
وحول بنود خريطة الطريق، أوضح البيان أنّها تتضمن "عودة البرلمان المنتخب، وتعديل نظامه الداخلي فوراً، بما يضمن حسن سيره وحوكمته، واستكمال انتخاب أعضاء المحكمة الدستوريّة، وإرساء هيئة الحوكمة الرشيدة، ومكافحة الفساد، وتجديد عضوية أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والعمل على إرساء بقية الهيئات الدستوريّة، ولا سيما هيئة الاتصال السمعي والبصري".
عملاء حركة النهضة
وقالت السيدة مباركة البراهمي، أرملة الشهيد محمد البراهمي، إنّ الإخوان مثلما جنّدوا سابقاً شركات ومؤسسات دعائية دوليّة، بهدف تلميع صورتهم، بعد فشلهم الذريع في تسيير البلاد، بل وإغراقها في الإرهاب والجريمة، ها هم اليوم بعد تجميدهم، وحشرهم في زاوية الاتهام والإدانة، يفوّضون وكلاءهم للدفاع عنهم، والحديث باسمهم، بحيث أصبحوا مأجورين برتبة أعوان، من خلال حركة "مواطنون ضدّ الانقلاب".
وأضافت البراهمي قائلة: "أيّها "المواطنون ضدّ الانقلاب"، نحن نزلنا إلى الشارع، يوم الأحد السادس من فبراير وفاء لدماء شهيدنا الغالي شكري بلعيد، لنفضحكم، ونجدد يقيننا بأنّ الإخوان هم قتلة الشهيد شكري بلعيد، وهم أيضاً من قتلوا الشهيد محمد البراهمي، وأنّ بعضا من الأجهزة الأمنية، تواطأت ضد البلد، وضد أمنها، ولم تحم الشهيدين: بلعيد والبراهمي، رغم يقينها بالتهديد الذي وجدناه موثقاً عندهم بعد الجريمة".
وأكدت أرملة الشهيد أنّ بعض رجال القضاء، الذين لم يقبلوا أن يكونوا مستقلين، طهم من يحمون القتلة". وتضيف: " يوم 25 يوليو الماضي، كان معنا ولنا ومعبراً عنا، ستفتح كل ملفات الفساد، وسيعاقب من سرق قوت التونسيين، وملفات الإرهاب ستكشف، وحينها سيضحى قتلة شهداء الاغتيالات السياسية، أحد أهم مكتسبات مسار 25 يوليو.
الإخوان أدوات وظيفيّة
في هذا السياق، يذهب الباحث التونسي في الشؤون السياسيّة، ناصر التليلي، إلى التأكيد على أنّ التشكيلات السياسية الدينيّة عموماً، والإسلاميّة خصوصاً، في المنطقة العربيّة، دأبت على العمل بآليات المفاهيم البراغماتيّة، لتحقيق أهدافها الذاتيّة في الإمساك بزمام السلطة، خدمة لمصالح قيادتها.
وأشار إلى أن قيادات تلك التنظيمات، دوماً ما يعملون بغية خدمة أجندات خارجية، تبعاً لمفهوم المصالح العليا للجماعة، بعيداً عن أيّ التزام وطني، إذ إنّ ذلك هو صلب عقيدتهم، المبنية على المقولة الشهيرة لمنظرهم سيد قطب، "ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن".