قوات الاحتلال الإسرائيلي تجبر سكان بيت لاهيا على الإخلاء القسري من شمال غزة
كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة تجاه المنازل والمدنيين الذين يتحركون في شوارع بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وتسعى قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستهداف المكثف لبلدة بيت لاهيا وارتكاب المجازر فيها، إلى استكمال تفريغ وتهجير سكان شمال قطاع غزة، بعدما أجبرت خلال الشهرين الماضيين ما يزيد عن 175 ألف فلسطيني من شمال القطاع على النزوح تحت النار.
وتحدث شهود عيان، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ تمكنوا من مغادرة شمال قطاع غزة عبر الممر الذي حدده جيش الاحتلال لهم عن معاناتهم خلال عمليات النزوح، قائلين: "إن هناك عشرات الجثث التي لا تزال تحت المباني وبالطرقات في بلدة /بيت لاهيا/ جراء الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال حاليا دون وجود أي خدمات إسعاف ودفاع مدني بفعل الاستهداف الإسرائيلي".
وأوضح شهود العيان، أن قوات الاحتلال قصفت بشكل كثيف محيط مراكز الإيواء في مدارس "أبو تمام" في بيت لاهيا، مما أوقع عددا من الإصابات داخل مراكز الإيواء، ولم يستجب أحد لمناشدات إنقاذ حياتهم.
ورغم اضطرار معظم المتواجدين في مراكز الإيواء للنزوح والاستجابة القسرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه باغتهم بإطلاق النار عليهم عندما وصلوا شارع صلاح الدين في طريقهم لمدينة غزة، مما أوقع عشرات الإصابات في صفوف النازحين.
في ذات السياق، قال معتز حسين الناشط المجتمعي، المتواجد في محافظة شمال غزة، إن الإبادة تتواصل في الجزء المحاصر في شمال قطاع غزة، والطائرات المسيرة تنشر القتل والموت في كل مكان وضد كل من يتحرك، مؤكدا أن قوات الاحتلال تجبر المدنيين على النزوح بقوة النيران والقصف المدفعي.
وأكد حسين في تصريحات لـ"قنا"، أن جثث الشهداء تنتشر في شوارع شمال غزة وبلدة بيت لاهيا تحديدا، ويتم استهداف من يذهب لإنقاذهم، حيث لا يوجد إسعاف ولا دفاع مدني، وقليلون يحظون بفرصة نجاة عندما يجدون عربة يجرها حيوان تصل بهم إلى المستشفى.
وتتفق شهادات القاطنين في شمال غزة مع الإحصاءات الرسمية التي كشفت عن وجود أكثر من ألف شهيد في الطرقات وتحت الأنقاض لم يتم انتشالهم، فيما تم دفن 2400 شهيد آخرين عرفت هوياتهم، وذلك منذ بدء العدوان في الخامس من أكتوبر الماضي.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44، 580 فلسطينيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105، 739 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.