بسبب التغيرات المناخية: ارتفاع غير مسبوق لاسعار حبوب القهوة عالميا

ارتفعت أسعار حبوب القهوة بنسب تجاوزت 80% خلال الفترة الماضية بسبب التغير المناخى وقلة المياة الامر الذى أدى الى قلة المعروض من حبوب القهوة

حيث ارتفع سعر مشروب القهوة في الأسواق العالمية ليسجل اعلى ارتفاع له في تاريخ

في الأمس اصبح سعر حبوب القهوة من نوع الأرابيكا والتي تشكل أغلبية الأنتاج العالمي من القهوة حوالي ثمانية دولارات للكيلوجرام وهي تمثل زيادة بحوالي 80% في هذا العام، فيما وصلت حبوب القهوة الروبوستا لأعلي سعر لها في شهر سبتمبر الماضي.

يأتي هذا مع توقع تجار القهوة بأنخفاض كمية محصول القهوة من أكبر دولتين منتجتين محصول القهوة وهما البرازيل وفيتنام نتيجة تعرضهم لظروف جوية سيئة هذا العام وزيادة شعبية تناول مشروب القهوة.

توقع الخبراء ان ترفع الشركات العالمية الأسعار مرة أخرى مع بداية العام الجديد

في الأعوام السابقة حاول كبري منتجي القهوة من امتصاص التغيرات في أسعار القهوة من أجل الحفاظ علي عملائهم والمحافظة علي حصتهم في الأسواق، ولكن يبدوا أن هذا ستغير هذا العام.

فكبري العلامات التجارية العالمية للقهوة مثل جيه دي إي بيت (مالكة العلامة التجارية دووي إيجبرتس)، ونستله والكثير من العلامات التجارية الاخري قد تضررت نتيجة أرتفاع أسعار المواد الخام. وهم الان عند نقطة تحول، فالكثير منهم يدرس احتمالية زيادة سعر القهوة في محلات السوبر في الربع الأول من 2025.

عملاق القهوة الأيطالية شركة لافازا قالت انها قد بذلت الكثير من المجهودات لحماية حصتها في السوق وحاولت عدم تحميل زبائنهم الزيادات في اسعار المواد الخام، ولكن الزيادة الكبيرة في سعر القهوة أجبرتهم علي ذلك.

وتقول الشركة:" الجودة هي من أولويات شركتنا وكانت الجودة دائما هي حجر الأساس في علاقتنا في التعامل مع عملائنا، وكان هذا يعني أن نستمر في التعامل مع الزيادة المستمرة في التكاليف، لهذا اضطررنا إلي زيادة السعر النهائي لمنتجاتنا".

وفي لقاء للمستثمرين في شهر نوفمبر الماضي قال أحد المسئولين الكبار في شركة نستلة أن صناعة القهوة تمر "بأوقات عصيبة" واقر بأن شركته ستضطر إلي لتعديل أسعار منتجاتها وأحجام العبوات. حيث قال ديفيد ريني المسئول في شركة نستله " ليست لدينا حصانة ضد التغير في سعر حبوب القهوة، بل العكس هو الصحيح".

السبب هو الجفاف أو الامطار الغزيرة

وكان اعلي ارتفاع سابق مسجل في اسعار القهوة كان في عام 1977 عندما تسبب هطول غير متوقع للثلوج في البرازيل بتدمير المحصول في مزارع البرازيل.

وقال اولي هانسن رئيس قسم استراتيجية السلع الأستهلاكية في بنك ساكسو " المخاوف بشأن محصول عام 2025 هي السبب الأساسي للمخاوف بشأن زيادة الأسعار، فالبرازيل فد شهدت أسو موسم جفاف مسجل في 70 عام خلال شهري اغسطس وسبتمبر، ثم تبع ذلك أمطار غزيرة خلال شهر أكتوبر، وهو ما يزيد المخاوف بنقص وفساد المحصول.

وليست فقط مزارع القهوة البرازيلية هي التي تأثرت، فالأمدادات من حبوب الروبوستا قد انخفضت بعد ان تعرض فيتنام وهي أكبر منتج لحبوب الروبوستا لموسم جفاف متبوع بأمطار غزيرة هي الأخري.

القهوة هي ثاني أكبر سلعة يتم تدولها من حيث الحجم بعد البترول الخام، وشهرة المشروب تزداد فعلي سبيل المثال فقد تضاعف استهلاك الصين من القهوة خلال العقد السابق فقط.

" الطلب علي القهوة مرتف للغاية بينما المخزون لدي المنتجين وشركات التحميص وصل لمستويات منخفضة، سوف يستمر الأتجاه التصاعدي لاسعار القهوة لبعض الوقت"