الجواسيس والمرتزقة اقصر طرق روسيا لغزو أوكرانيا واشعال الصراع الإقليمي
في الوقت الذي ينتظر العالم بذعر ما قد تأول اليه الازمة الأوكرانية وسط مخاوف من اندلاع صراع إقليمي ولسع يدفع العالم اجمع ثمنه، تعكف المؤسسات العالمية على دراسة السيناريوهات المحتملة للغزو الروسي لأوكرانيا، ولا سيّما في ضوء أنباء غير رسمية عن انتشار مرتزقة روس في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة على علاقة بـ"جواسيس" موسكو.
ونقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر أمنية غربية رفيعة المستوى قولها: إنّ عدداً من المرتزقة الروس على علاقة بـ"جواسيس" موسكو عزّزوا وجودهم في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، ممّا أثار مخاوف بعض أعضاء الناتو من أنّ روسيا قد تحاول خلق ذريعة للغزو.
وتابعوا: إنّ مخاوفهم تعزّزت في الأسابيع الأخيرة من أنّ التوغل الروسي في أوكرانيا يمكن أن يسبقه حرب معلومات وهجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، مثل شبكات الكهرباء والغاز، مشيرين إلى أنّ روسيا قد تستخدم أيضاً المرتزقة لزرع الفتنة وشلّ أوكرانيا من خلال الاغتيالات المستهدفة واستخدام أسلحة متخصصة.
سيناريوهات الحلّ والحرب
ووفقا الخطوة الأولى من الحرب فان جزءاً كبيراً من نهايتها قد اتضح، لذلك يعكف خبراء السياسية والأمن في العالم كله على طرح السيناريوهات المحتملة للحلّ والحرب فيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية. وفي أحدث الخطوات الأوروبية لنزع فتيل الأزمة، يتوجه وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اليوم إلى العاصمة الأوكرانية كييف، على أن يتوجه غداً إلى العاصمة الروسية موسكو، في محاولة لخفض التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية، وفقاً لما أوردته وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
واما اذا فشلت الدبلوماسية، فإنّ هناك عدداً من السيناريوهات المحتملة، تعتمد كلها على الكيفية التي يقرر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه قادر على تحقيق أهدافه النهائية على أفضل وجه. ومن بين هذه الأهداف إحباط محاولات كييف والغرب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". أمّا عن الحرب المحتملة، فقد توقع الخبراء والولايات المتحدة الأمريكية عشرات السيناريوهات المحتملة للغزو الروسي لأوكرانيا، ومنها عملية "العلم الكاذب" لتبرير غزوها.
عملية العلم الكاذب
وجاءت مزاعم انتشار مرتزقة روس مرتبطين بـ"جواسيس" روسيا والهجمات الإلكترونية بعد يوم واحد من تحذير الولايات المتحدة الأمريكية الأحد الماضي من أنّ روسيا قد تشنّ عملية "العلم الكاذب" داخل أوكرانيا لتبرير غزوها.
قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: إنّ روسيا تسعى لاختلاق ذريعة للغزو
ويقصد بـ"العلم الكاذب" (False flag) العمليات السرّية التي تستخدم التمويه، بحيث يظهر كأنّ مجموعة خططت وقامت بهذه العمليات غير المجموعة الحقيقية.
وقال مصدر أمني غربي: "من المرجح أن يكون المرتزقة الروس، بتوجيه من الدولة الروسية، متورطين في أيّ أعمال عدائية في أوكرانيا، بما في ذلك على الأرجح ذريعة للغزو المحتمل"، موضحاً أنّ المرتزقة ينتشرون من شركات عسكرية روسية خاصة تربطها علاقات وثيقة بجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، الخليفة الرئيسي للكي جي بي في العهد السوفييتي، ووكالة المخابرات العسكرية الروسية.
وبحسب "رويترز"، من بين أولئك الذين تمّ نشرهم في الأسابيع الأخيرة ضابط سابق في GRU عمل أيضاً في مجموعة مرتزقة شركة "فاغنر" شبه العسكرية. وقالت المصادر: إنّ هذا الضابط ذهب إلى دونيتسك، إحدى منطقتين بشرق أوكرانيا يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014