بعد زيادة التوترات.. ما هي خسائر العرب من حرب روسيا والغرب في اوكرانيا؟
لم تنتهي بعد الازمة الروسية الغربية المشتعلة على الحدود الأوكرانية، رغم مرور يوم 16 فبراير الذي توقعت فيه الولايات المتحدة غزو روسي لأوكرانيا، بسلام.
وحذر مراقبون من التداعيات الخطيرة لأي غزو روسي على أوكرانيا، لإنّ هذه الحرب ستكون لها تداعيات كبيرة عالمياً وإقليمياً، وخاصة على منطقة الشرق الأوسط التي فيها مصالح متعددة لروسيا.
وتعد أهم القطاعات التي ستتأثر بغزو روسيا لأوكرانيا قطاع القمح، الذي تعتمد فيه الكثير من الدول العربية على القمح الأوكراني، بالإضافة إلى قطاع النفط والغاز
وتعتبر أهمّ القطاعات التي ستتأثر بالأمر هي قطاع القمح، الذي تعتمد فيه الكثير من الدول العربية على القمح الأوكراني، هذا إلى جانب تصاعد التوتر في بعض الدول العربية التي تتواجد فيها القوات الروسية والأمريكية كسوريا مثلاً.
دول مهددة بأزمة خبز
وتواجه 8 دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مهددة بأزمة خبز جراء التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حسب خبراء الاقتصاد، فمع ارتفاع أسعار القمح عالميّاً أصبحت دول، المغرب ومصر ولبنان واليمن وليبيا وماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش مهددة بارتفاع أسعار الخبز.
ويستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا، بينما صدّرت أوكرانيا أيضاً في عام 2020 أكثر من 20% من القمح لماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش.
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميّاً، ويذهب الكثير من هذه الصادرات إلى الشرق الأوسط للحفاظ على أسعار الخبز في متناول الجميع، حسب صحيفة "وول ستريت" الأمريكية.
.
وفي الآونة الأخيرة، توجّه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو أفريقيا، وقد أدّت موجات الجفاف التاريخية في تلك البلدان العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
وتسببت التوترات المتصاعدة على حدود روسيا وأوكرانيا العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي إلى نحو (8) دولارات للبوشل (مكيال الحبوب).
وأوكرانيا هي "سلة الخبز في أوروبا"، وهي مسؤولة عن 10% من صادرات القمح في العالم، وتُعدّ أوكرانيا وروسيا من الموردين الرئيسيين لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حسب الصحيفة.
ويقول محللون: إنّ التوغل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحدّ من الصادرات الروسية سيُمثّلان أسوأ سيناريو عالمي، ويمكنهما أن يحرما الأسواق العالمية من إمدادات القمح لكلا البلدين.
ويستفيد المشترون من أوكرانيا وروسيا في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور، وسيتعيّن عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.
بدوره، يقول الخبير في الشأن الروسي الدكتور نبيل رشوان: "إنّ الأزمة الأوكرانية الروسية قد تؤثّر على أسعار القمح، لأنّ الدولتين من كبار المصدّرين حول العالم".
وأضاف في تصريح صحفي أنّ "روسيا وأوكرانيا قد تحجمان عن تصدير جزءٍ من حصة القمح تحسّباً لاحتمالية نشوب حرب على خلفية الأزمة الراهنة"، مشيراً إلى أنّ سعر الخبز ارتفع بقيمة 30% تقريباً في روسيا.
رشوان يرجح أنه "لن تحدث حرب، لكنّ روسيا تتحسب لتفاقم الأزمة مع أوكرانيا خلال الفترة المقبلة"، ويتابع أنّ "واشنطن تفتعل أخباراً بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو ما أثّر سلباً على اقتصاد كييف".
وعن مدى تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على بعض البلدان العربية قال الباحث المغربي بالعلاقات الدولية نبيل الأندلسي: إنّ المغرب يدرس سيناريوهات متعددة لضمان الإمدادات الرئيسية من القمح في ظل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.