في ظل التحركات والحشود العسكرية.. هل تصبح سوريا ساحة صدام مرتقبة بين تركيا وإسرائيل؟

في ظل التحركات والحشود العسكرية.. هل تصبح سوريا ساحة صدام مرتقبة بين تركيا وإسرائيل؟

تتزايد المؤشرات حول تحركات عسكرية مكثفة في منطقة الشرق الأوسط، حيث برزت تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي كطرفين رئيسيين يستعدان لعمليات عسكرية محتملة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول احتمالية تحول سوريا إلى ساحة صدام مرتقبة بين الطرفين.

قلق أمريكي من تحركات تركية داخل سوريا

كشفت صحف أمريكية، أن الولايات المتحدة أبدت تخوفها من الحشود العسكرية التركية عند الحدود السورية، والتي قد تشير إلى استعداد أنقرة للتوغل داخل الأراضي السورية.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن القوات التركية ومعها فصائل من الميليشيات السورية الموالية لأنقرة، بالإضافة إلى وحدات الكوماندوز والمدفعية، قد بدأت فعليًا بالتمركز بالقرب من مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية. واعتبر المسؤولون أن عملية تركية جديدة قد تكون وشيكة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من واشنطن.

وتأتي هذه التطورات بعد تعثر محاولات التهدئة بين "قسد" والجانب التركي، حيث اتهمت القوات الكردية أنقرة بـ"المراوغة" وعدم الالتزام بالوساطات الأمريكية لتحقيق هدنة دائمة.

في هذا السياق، أكد تقرير أن تركيا وميليشياتها واصلت التصعيد في مناطق عدة، منها منبج وتل رفعت، ما أجبر "قسد" على الانسحاب التدريجي من مواقع استراتيجية في تلك المناطق.

إسرائيل.. تكثيف التحركات وتعزيز الدفاعات

في المقابل، تتزايد التحركات الإسرائيلية وسط تصاعد التوترات على الأراضي السورية. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن التطورات الأخيرة في سوريا باتت تشكل "تهديدًا مباشرًا" على أمن إسرائيل.

وشدد كاتس في تصريحاته على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية لتل أبيب، داعيًا إلى زيادة ميزانية الدفاع للتعامل مع "التهديدات الإقليمية المتفاقمة".

من ناحية أخرى، حذرت صحيفة إسرائيلية من الضغوط الدولية التي قد تدفع إسرائيل نحو الانسحاب من مناطق معينة بسوريا، وهو ما قد يقيد حرية تل أبيب في تنفيذ عملياتها العسكرية، خاصة في ظل الدور التركي المتنامي.

تركيا.. طموح استراتيجي ومواجهة ضغوط داخلية

فيما تسعى تركيا لتعزيز وجودها في شمال سوريا، تواجه أنقرة ضغوطًا داخلية ودولية تطالبها بإعادة النظر في سياستها تجاه سوريا. وفي هذا الصدد، صرح وزير الدفاع التركي يشار غولر أن بلاده قد تعيد تقييم وجودها العسكري في سوريا "وفق الظروف الميدانية"، مؤكدًا استعداد أنقرة للتعاون مع دمشق إذا طلبت الأخيرة ذلك.

في المقابل، يرى مراقبون أن أنقرة تعتبر وجودها العسكري في الشمال السوري "ضرورة أمنية" بهدف مواجهة التهديدات التي تمثلها الجماعات الكردية المسلحة، وعلى رأسها "قسد".

الباحث في العلاقات الدولية، مهند حافظ أوغلو، أوضح في تصريحات له، أن تركيا تسعى للخروج تدريجيًا من سوريا بشرط ضمان الاستقرار و"منع أي تهديد أمني" على حدودها.

هل تصبح سوريا ساحة للصدام بين تركيا وإسرائيل؟

في ظل هذه التحركات المتسارعة من الجانبين التركي والإسرائيلي، يبدو المشهد السوري مرشحًا لأن يصبح مسرحًا لتفاعلات إقليمية ودولية أوسع، قد تفرض واقعًا جديدًا على الخارطة الجيوسياسية للمنطقة.

ويبقى السؤال: هل تتجه سوريا نحو مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل أم أن الأطراف الدولية ستتدخل لاحتواء الصراع ومنع تفاقمه؟

الأسابيع المقبلة تحمل الإجابة وسط مراقبة دقيقة لما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، التي باتت بؤرة لتوازنات القوى في الشرق الأوسط.

أهم الأخبار