يوم التأسيس السعودي.. احتفالات للمرة الأولى وإحياء ذكرى ٣ قرون مضت
تحتفل المملكة العربية السعودية غدا الثلاثاء الموافق 22 فبراير بذكرى التأسيس للمرة الأولى في تاريخها وتستمر الاحتفالات حتى مساء يوم 24 فبراير، حيث اعتادت المملكة على الاحتفال باليوم الوطني فقط الموافق 23 سبتمبر.
وأعلن الديوان الملكي السعودي الشهر الماضي عن احتفال المملكة بيوم التأسيس كل عام لأحياء ذكرى تأسيس الدولة السعودية، ويصبح إجازة رسمية، تضاف لإجازة اليوم الوطني.
ومن المتوقع أن تشهد المدن السعودية ابتداءً من غدا، عددًا من الفعاليات، التي تقام احتفاءً بمناسبة "يوم التأسيس" اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى العهد الحالي.
وتشهد العاصمة الرياض جملة من الفعاليات، منها فعالية "مسيرة البداية" في وادي نمار، وتحكي عبر 10 مشاهد قصة ثلاثة قرون مضت بمشاركة 3500 مؤدٍّ، فيما يستعرض "أوبريت التأسيس" الذي سيقام يوم 23 فبراير على مسرح محمد عبده في بوليفارد الرياض ستي أيقونات تاريخية مرت خلال الثلاثة قرون بداية من المؤسس في قالب مسرحي غنائي.
ومساء يوم 24 فبراير الجاري تزدان سماء الرياض بـ"عرض الضوء" التي تمزج لوحاتها الفنية العشر بين الألعاب النارية وعروض الدرونز الجوية والمؤثرات الصوتية، فيما تم تخصيص موقع تقاطع طريق الملك سلمان بن عبد العزيز مع طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول للاستمتاع بمتابعة اللوحات الفنية.
أما الفترة من 22 حتى 24 فبراير، يحتضن المتحف الوطني بمدينة الرياض فعالية "المجلس" في أجواء مليئة بالمعاني الثقافية تتضمن مجموعة من ورش العمل التفاعلية، بجانب الحوارات والنقاشات المثمرة، وتوثيق الجوانب الثقافية المرتبطة بمرحلة الدولة السعودية الأولى.
كما تشهد ساحة العروض على طريق الدائري الشرقي فعالية "نجناج" وهو المكان الذي تعلو فيه أصوات الباعة والمشترين بحسب ما وصف المؤرخون لتأخذ الزائر إلى عصر حركة الأسواق الشعبية والأصالة في الملبوسات والأزياء التقليدية السعودية، إلى جانب إقامة معرض فني وندوات ثقافية تاريخية وآخر متخصص بالقهوة السعودية، وعروض الألعاب النارية مع مجموعة من البرامج المناسبة لأذواق الجميع بمختلف فئاتهم العمرية.
شعار يوم التأسيس
وأصدرت السعودية هوية بصرية مميزة ليوم التأسيس تحت شعار "يوم بدينا" يظهر في منتصفه أيقونة رجل يحمل راية في إشارة إلى "بطولة رجالات المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها".
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الهوية البصرية "تحمل معاني جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية".
يوم التأسيسي السعودي
وبتزامن 22 فبراير مع ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية (تبعد عن مركز الرياض العاصمة 20 كيلومترًا) منتصف عام 1139هـ (1727).
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد اصدر يوم الخميس الماضي، أمرا ملكيا بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.
وأكد أن اختيار هذا التاريخ يعود إلى أن "منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727 هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى".
وبدأ تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير 1727) وكان عمره آنذاك 30 عاما (ولد في الدرعية عام 1697).
وخلال تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها.
ورغم صغر سن الإمام محمد فإنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته "الدرعية" ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها، ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
واستمرت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود الذي تُوفي عام 1765 ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا.