باعتراف العالم.. كيف حولت «حماس» مشهد إطلاق الرهائن لمسلسل إهانة لدولة الاحتلال؟
لم تكن تتوقع دولة الاحتلال الإسرائيلية ولا حلفاؤها في العالم أن تحول حركة "حماس" علمية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين إلى مشاهد مهينة لتل أبيب، وذلك باعتراف صحيفة "وول ستريت جورنال".
وبحسب الصحيفة "تريد حركة "حماس" إرسال رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تزال تمسك بزمام الأمور في قطاع غزة، وطريقتها في قول ذلك كان عن طريق تحويل عملية إطلاق سراح الرهائن إلى مشهد تظهر فيه إسرائيل عاجزة عن التدخل".
وتشير الصحيفة إلى أن هذا النمط بدأ مع إطلاق سراح أول رهائن إسرائيليين، عندما تجمعت حشود من الرجال حول عربات حركة "حماس" التي تحمل المحتجزات الإسرائيليات، مما جعلهن يركضن إلى مسؤولي الصليب الأحمر الذين كانوا ينتظرونهن لنقلهن إلى منازلهن.
ولفتت الصيحفة إلى أن الحركة رفعت سقف التتحدي يوم الخميس، حييث أطلقت سراح رهينتين إسرائيليتين أمام أنقاض منزل يحيى السنوار، وحدث ذات الأمر في إطلاقها سراح 3 محتجزين، قالت إنهم كافحوا للخروج من مركبات حماس بسبب الحشود، خاصة أن مركبات الصليب الأحمر لم تكن قريبة هذه المرة.
قال محللون إقليميون إن "حماس تحول كل جولة من إطلاق سراح الرهائن في غزة إلى حدث متزايد التعقيد، تعرض فيه قوتها وتذل عدوتها، لكنها أيضا تهدد بإفشال وقف إطلاق النار الهش في القطاع".
وقال يوسي كوبرفاسر، رئيس أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق: "تحاول حماس جعل إطلاق سراح الرهائن يبدو كاستعراض عسكرس".
من جانبها وردت إسرائيل بغضب على هذه المشهد، وقالت إنها لن تطلق سراح 110 سجناء فلسطينيين كان من المفترض الإفراج عنهم كجزء من الصفقة.
وسارع الوساطة، بما في ذلك المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للحفاظ على الاتفاقية وفي النهاية، أطلقت إسرائيل سراح السجناء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أعامل ببالغ الجدية المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا، أطالب الوساطة بضمان عدم تكرار مثل هذه المشاهد المروعة، وضمان سلامة رهائننا".
تقول الصحيفة أنه عندما أطلقت "حماس" سراح 4 مجندات إسرائيليات يوم السبت الماضي، نظمت حدثا أقل استعراضا لكنه يبقى رسالة وضاحة لإسرائيل والعاالم.
حيث ارتدت المجندت الاربع ملابس خضراء تشبه الزي العسكري وجعلتهن يلوحن ويبتسمن للكاميرات من على منصة، وجلس ممثلو اللجنة الدولية للصليب الأحمر على كراسي أمام مكتب على المنصة، كما في مراسم رسمية.
وفي يوم الخميس، قبل ساعات من إطلاق سراح الرهينتين الإسرائيليتين أربيل يهود وجادي موشيه، نظمت حماس حدثا مماثلا للإفراج عن جندية إسرائيلية خامسة.
تم الإفراج عن أغام بيرغر، البالغة من العمر 20 عاما وسط أنقاض جباليا شمالي قطاع غزة، وسط حضر ملفت للعلم الفلسطيني الذي زين كل زوية من موقع الحدث.
من جانبها قالت "حماس" في بيان بعد إطلاق سراح الرهائن إن قرار تنظيم تسليمين علنيين في مواقع مختلفة عبر غزة في نفس اليوم كان يهدف أن يظهر "للعالم أن الشعب الفلسطيني لا يزال على أرضه".
وأضافت الحركة: "الحشد الضخم لشعبنا الفلسطيني هو رسالة إصرار وقوة وتحدٍ".
جاءت هذه التعليقات بعد أن اقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الأيام الأخيرة نقل الفلسطينيين مؤقتا من غزة المدمرة بالحرب إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهي فكرة تم رفضها على نطاق واسع من قبل الدول العربية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك