تحذيرات من تزايد الحطام الفضائي.. خطر يهدد الطائرات والمجال الجوي

يحذر خبراء الفضاء والطيران من التزايد المستمر للحطام الفضائي غير المنضبط، الذي يدخل الغلاف الجوي للأرض، مؤكدين أن هذا الأمر قد يشكل خطرًا متزايدًا على سلامة الطائرات. ورغم أن احتمالية الاصطدام لا تزال منخفضة، فإن العواقب المحتملة قد تكون كارثية.

حوادث متزايدة وتحقيقات جارية

أثارت حوادث سقوط الحطام الفضائي الأخيرة قلق الجهات المعنية، حيث شهدت إحدى الرحلات الفضائية الحديثة سقوط حطام من مركبة الفضاء "ستارشيب 7" التابعة لشركة "سبيس إكس" في المحيط الأطلسي، ما أدى إلى فرض قيود مؤقتة على المجال الجوي بالقرب من جزر توركس وكايكوس. وتسببت هذه القيود في تأخير وتحويل مسارات الطائرات، خاصة تلك التي كانت تعاني من انخفاض الوقود أثناء انتظار التصريح.

وأمام هذه التطورات، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) فتح تحقيق رسمي في الحادث، مشيرة إلى المخاوف المتزايدة بشأن السلامة الجوية الناتجة عن سقوط الحطام الفضائي.

دراسة علمية: المخاطر في تزايد مستمر

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Scientific Reports عن تصاعد المخاطر المرتبطة بإعادة دخول الحطام الفضائي إلى الغلاف الجوي، في ظل الازدحام المتزايد لحركة الطيران العالمي.

وأوضحت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة كولومبيا البريطانية، أن احتمالية وقوع تأثير للحطام الفضائي في المناطق ذات الكثافة المرورية العالية تصل إلى 26% سنويًا، خاصة في مناطق مثل شمال شرق الولايات المتحدة وشمال أوروبا.

وأكد الباحث إيوان رايت في تصريح لموقع Inside Outer Space أن السلطات أغلقت سابقًا مجالات جوية ردًا على حوادث إعادة الدخول، لكن هذه التدابير قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية واضطرابات تشغيلية كبيرة.

العواقب الاقتصادية وتأثير الإغلاقات الجوية

بحسب تقرير لموقع "سبيس"، فإن زيادة الحطام الفضائي في المناطق المزدحمة جويًا تفرض تحديات كبيرة، حيث يؤدي إغلاق المجال الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة إلى تأخيرات مكلفة وخسائر مالية لشركات الطيران.

وأشار التقرير إلى أنه في عام 2022، اضطرت السلطات الأوروبية إلى إغلاق مؤقت للمجال الجوي، مما كشف عن الصعوبة في تحقيق التوازن بين سلامة الطيران والكفاءة الاقتصادية.

التحديات المستقبلية في إدارة المخاطر

تواجه السلطات تحديًا معقدًا في الموازنة بين إجراءات السلامة والعمليات التشغيلية، حيث تشير التوقعات إلى أن آلاف القطع من الحطام الفضائي العائم حاليًا في المدار ستدخل الغلاف الجوي بشكل غير متوقع خلال العقود المقبلة.

ويرى الخبراء أن الحل يكمن في فرض عمليات دخول خاضعة للرقابة فوق المحيطات للحد من المخاطر، لكن هذه الإجراءات لا تزال غير كافية، ما يستدعي استراتيجيات جديدة وتعديلات مستمرة في إدارة المجال الجوي العالمي للتعامل مع التهديد المتزايد الذي يمثله الحطام الفضائي.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك