أستراليا تواجه مأساة جنوح جماعي للحيتان بقرار القتل الرحيم

أستراليا تواجه مأساة جنوح جماعي للحيتان بقرار القتل الرحيم

تعتزم السلطات الأسترالية تنفيذ القتل الرحيم لنحو 90 حوتًا من نوع "الحوت القاتل الكاذب"، بعد نجاتهم من حادث جنوح جماعي على أحد الشواطئ النائية في جزيرة تسمانيا، حيث أكدت فرق الإنقاذ أن تعقيد الظروف حال دون إمكانية إنقاذهم.

وكانت مجموعة تضم 157 حوتًا قد جنحت على شاطئ قريب من نهر أرثر شمال غرب الجزيرة، إلا أن معظمها نفق سريعًا عقب الجنوح، فيما بقيت الحيتان الناجية تحت ضغط شديد بعد بقائها عالقة في الموقع لمدة 48 ساعة.

تحديات الإنقاذ وقرار القتل الرحيم

وأوضحت السلطات أن صعوبة الوصول إلى الموقع حالت دون نقل المعدات اللازمة لإنقاذ الحيتان، إذ يقع الشاطئ على بعد 300 كيلومتر من مدينة لونسيستون، في منطقة وعرة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر مركبات الدفع الرباعي.

ورغم محاولات الخبراء لنقل حوتين إلى موقع آخر لإعادتهما إلى البحر، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل، حيث استمرت الحيتان في العودة إلى الشاطئ. وقالت شيلي جراهام، من وكالة خدمة المتنزهات والحياة البرية في تسمانيا: "الحيتان لا تستطيع تجاوز الموقع، فهي تدور وتعود إلى الشاطئ مجددًا".

ونظرًا لأن الظروف لن تتحسن خلال اليومين المقبلين، قرر فريق من الأطباء البيطريين اللجوء إلى القتل الرحيم، لتجنيب الحيتان مزيدًا من المعاناة. وقال الدكتور كريس كارليون، عالم الأحياء البحرية: "كلما طالت مدة بقائها على اليابسة، زادت معاناتها.. .لم يعد هناك خيار آخر سوى القتل الرحيم". ومن المقرر تنفيذ المهمة، التي تشمل إطلاق النار على الحيتان، بين يومي الأربعاء والخميس.

حوادث متكررة وأسباب مجهولة

تعد تسمانيا واحدة من أكثر المناطق تعرضًا لحوادث الجنوح الجماعي للحيتان في أستراليا، حيث شهدت في عام 2020 أسوأ حادثة من نوعها، عندما جنح 470 حوتًا بالقرب من ميناء ماكواري، مما أدى إلى نفوق 350 منها رغم جهود الإنقاذ. وفي عام 2022، تكرر المشهد مع 200 حوت جنحوا في المنطقة ذاتها.

ويعتقد العلماء أن الحيتان، المعروفة بطبيعتها الاجتماعية وسفرها في جماعات مترابطة، قد تضل طريقها أثناء مطاردة الأسماك بالقرب من الشاطئ، أو أن أحد قادة المجموعة يقودها نحو اليابسة عن طريق الخطأ. ومع ذلك، لا تزال أسباب الجنوح الجماعي لغزًا علميًا دون تفسير قاطع.

أما فيما يخص التخلص من جثث الحيتان، فتدرس السلطات إمكانية تركها لتتحلل طبيعيًا، نظرًا للقيمة الثقافية والتراثية للموقع بالنسبة للسكان الأصليين.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار