دراسة حديثة.. هياكل غامضة بحجم القارات مدفونة في وشاح الأرض منذ أكثر من مليار عام

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Nature عن هياكل ضخمة غامضة مدفونة في أعماق وشاح الأرض، يعود عمرها إلى أكثر من مليار عام. وتشير الدراسة إلى أن هذه التكوينات، التي تعادل حجم القارات، تُعرف باسم "المقاطعات الكبيرة منخفضة السرعة الزلزالية" (LLSVPs)، وتتميز بأنها أكثر سخونة وأقدم من الوشاح المحيط بها.
هياكل ضخمة في أعماق الأرض
تقع هذه التكوينات الغامضة على الحدود بين الوشاح والنواة الخارجية، على عمق 3، 000 كيلومتر تحت سطح الأرض، وقد حيرت العلماء لعقود بسبب طبيعتها غير الواضحة. ويرجع ذلك إلى أن الموجات الزلزالية تتباطأ بشكل كبير عند مرورها عبر هذه الهياكل، مما يشير إلى أنها تمتلك خصائص فيزيائية وتركيبية مميزة تختلف عن باقي طبقات الوشاح.
تحليل زلزالي يكشف المزيد من الأسرار
قام الباحثون بتحليل بيانات زلزالية لأكثر من 100 زلزال كبير لفهم طبيعة هذه التكوينات العميقة. ووفقًا لعالم الزلازل أروين ديوس، من جامعة أوتريخت في هولندا، فإن الملاحظة الأساسية كانت انخفاض سرعة الموجات الزلزالية عند مرورها عبر هذه المناطق.
لكن المفاجأة الكبرى كانت أن هذه الهياكل فقدت طاقة أقل بكثير مقارنة بالوشاح المحيط، مما يشير إلى أن هناك عوامل أخرى غير درجة الحرارة تؤثر على تكوينها وطبيعتها، وهو ما يزيد من غموضها.
تأثيرها على سطح الأرض والنشاط البركاني
لا تزال التأثيرات الجيولوجية لهذه الهياكل العميقة على سطح الأرض موضع دراسة، لكن العلماء يعتقدون أنها لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل تضاريس الأرض عبر الزمن.
وتشير الدراسة إلى أن هذه التكوينات قد تكون مصدرًا لأعمدة الوشاح التي تغذي النشاط البركاني، حيث تعمل على نقل مواد عميقة إلى سطح الأرض. كما يمكن ربط تكوين بعض الصخور البركانية في مناطق مختلفة من العالم بهذه الهياكل الوشاحية الغامضة.
لغز علمي بانتظار الحل
رغم التقدم الذي حققته الدراسة في كشف بعض الجوانب عن هذه التكوينات العميقة، إلا أن العلماء لا يزالون يواجهون العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه الهياكل، وأصلها، وتأثيرها على توازن الأرض الجيولوجي. ومع استمرار الأبحاث، قد تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم أسرار باطن الأرض التي لا تزال مخفية عن الأنظار.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك