النائب تيسير مطر لـ"خليجون نيوز": الحزمة الجديدة للحماية الاجتماعية ستخفف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن المصري

النائب تيسير مطر لـ"خليجون نيوز": الحزمة الجديدة للحماية الاجتماعية ستخفف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن المصري
هايدي فاروق

التعليم الفني هو قاطرة التنمية ومصدر أساسي لسوق العمل ويجب تغيير النظرة المجتمعية له

أهم درس علمته لأبنائي.. ليس كل ما يعجبك يمكنك أخذه وما تأخذه عليك دفع ثمنه

عملت خلال دراستي الثانوية وتزوجت وأنجبت قبل أن أحصل على البكالوريوس

نقطة التحول في حياتي كانت عندما تعاقدت على صفقة لم أكن مستعدًا لها وتوفيقي ببركة رضا والديَّ

أشاد النائب تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل، وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، بإعلان الحكومة عن حزمة جديدة من الحماية الاجتماعية، التي جاءت تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز الحماية الاجتماعية وتطوير آليات إيصال الدعم لمستحقيه لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها.

وأوضح "مطر" أن الرئيس السيسي يسعى دائمًا إلى دعم الفئات البسيطة والأكثر احتياجًا، وتعزيز توفير احتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أن الحزمة الجديدة تستهدف الأسر الأولى بالرعاية، وخاصة المستفيدين من برنامج "تكافل وكرامة"، وذلك حتى نهاية يونيو 2025. كما تشمل الزيادات المنتظرة في المرتبات والأجور والمعاشات، والتي سيبدأ تطبيقها مع بداية العام المالي الجديد في يوليو 2025.

وامتد الحوار إلى النشأة وأهم المحطات في حياة النائب تيسير مطر، ورجل الصناعة الناجح، ونصائحه للأجيال الجديدة.

فالنجاح ليس سهلًا، وخاصة إذا كان نجاحًا اقتصاديًا ممتدًا عبر سنوات عديدة وحكومات متعاقبة، مما يؤكد أنه كان نجاحًا مستحقًا. فخلف كل ناجح إصرار وعزيمة، وأسرة داعمة ومتفهّمة.

وإليكم نص الحوار:

في البداية، كيف رأيت حزمة الإجراءات الاجتماعية التي أقرتها الحكومة المصرية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأثيرها على المواطن المصري؟

الخطوة هامة جدًا، وتأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز الحماية الاجتماعية، وتطوير آليات إيصال الدعم لمستحقيه لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها.

زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالدولة إلى 7 آلاف جنيه اعتبارًا من يوليو المقبل.

رفع المعاشات بنسبة 15%.

إضافة علاوة غلاء معيشة بقيمة 1000 جنيه مع بداية العام المالي الجديد.

هذه الإجراءات من شأنها الحد من الموجة التضخمية وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، حيث تشمل الحزمة برامج دعم العمالة غير المنتظمة، ودعم الفلاحين، وضخ استثمارات إضافية في قطاعي الصحة والتعليم، مما يسهم في توسيع نطاق المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية ليشمل شرائح متعددة تستحق الدعم.

تبذل الدولة أيضًا جهودًا كبيرة في توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة خلال شهر رمضان المبارك، من خلال انتشار المعارض التي دشنتها الدولة والوزارات المختصة، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لمحدودي ومتوسطي الدخل.

تولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم الفني من خلال دورك البارز كرجل صناعة ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، حدثنا عن رؤيتك لتطويره؟.

البداية تكمن في أهمية تغيير النظرة المجتمعية للتعليم الفني، وهذا التغيير يقع على عاتق الإعلام والقوى الناعمة التي يجب أن تواجه النظرة الظالمة للعامل.

تطوير لغة الخطاب الإعلامي بالتعاون مع الدراما والسينما هو الحل الأمثل لرسم صورة إيجابية للعامل المصري، فالفن يلعب الدور الأهم في ترسيخ قيم جديدة تعزز مكانة العمل الفني والحرفي.

كما يجب ربط مخرجات التعليم الفني باحتياجات سوق العمل، إذ هناك نقص واضح في إعداد العمالة الفنية وتأهيلها للوظائف المهنية المطلوبة.

علاوة على ذلك، لا بد من تطوير عناصر العملية التعليمية بشكل شامل، والتي تشمل:

تحسين أوضاع المعلمين.

تطوير الأبنية التعليمية.

تحديث المناهج الدراسية.

تعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية داخل المدارس.

توفير الإمكانات المالية اللازمة لدعم المؤسسات التعليمية.

يجب أن نطرح سؤالًا أساسيًا: "ماذا يريد الشباب اليوم؟"

فضغوط الحياة وسرعة الإيقاع تدفع الشباب إلى البحث عن المال سريعًا، مما يجعلهم ينصرفون عن التعليم الفني إلى وظائف أقل حرفية.

وأضاف أن السياسات المتغيرة باستمرار لكل وزير جديد تُعيق وضع رؤية استراتيجية ثابتة لتطوير التعليم الفني، لكن بلا شك، التعليم الفني يمثل قاطرة التنمية ومصدرًا رئيسيًا لتزويد سوق العمل بالعمالة الماهرة والمدربة، وهو أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية.

ما هي رسالتك للشباب؟

أقول لهم: "ليس عيبًا أن تحمل عدة النجارة أو السباكة، لكن العيب أن تعتمد على مصروف والدك وتقضي يومك بلا عمل أو إنجاز."

وقد تقدمتُ سابقًا بطلب مناقشة عامة حول ملف الصناعة وضرورة مواجهة تحديات القطاع، في ضوء جهود الدولة المصرية للنهوض بجميع المجالات ومواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وما هي أهم التحديات التي شملها طلب المناقشة؟

من أبرز التحديات التي شملها طلب المناقشة العامة:

الارتباط بين البحث العلمي واحتياجات الصناعة: حيث تقتصر الأبحاث العلمية على تلبية متطلبات الوظيفة الأكاديمية دون توجيهها لحل مشكلات الصناعة، مما يحد من الاستفادة العملية منها في تطوير الإنتاج الصناعي.

ارتفاع تكلفة الطاقة: مع غياب دراسات دقيقة تُحدد أثر أسعار الطاقة على الإنتاج الصناعي ومدى تأثيرها على تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.

عدم تحقيق التكامل بين الصناعات المختلفة: خاصة بين الصناعات التحويلية والاستخراجية، مما يؤثر على الإنتاجية ويضعف سلاسل الإمداد المحلية.

اعتماد الصناعات على التحديث الخارجي: مما يقلل من القدرة على الابتكار المحلي، ويجعل الصناعة الوطنية رهينة للتكنولوجيا المستوردة دون الاستثمار في تطوير قدرات ذاتية.

النجاح ليس سهلًا، وخاصة إذا كان نجاحًا اقتصاديًا ممتدًا عبر سنوات عديدة وحكومات متعددة، مما يؤكد أن النجاح كان مستحقًا. وراء كل ناجح إصرار وعزيمة، وأسرة داعمة ومتفهّمة. حدثنا عن هذا المشوار الزاخر بالعثرات والنجاحات؟

والدتي توفيت وأنا في عمر الخمس سنوات، وتركتني أنا وأخوتي تحسين وتامر، فقد كنا ثلاثة.

وتزوج والدي من امرأة فاضلة كان لها دور كبير في تكوين شخصياتنا.

قامت بدور الأم معنا، وأنجبت ثلاثة إخوة من والدي، فكانت أمًا لنا نحن الستة دون تفريق بيننا. عشنا حياة أسرية دافئة انعكست على شخصياتنا وأفكارنا. وأتذكر أنها عندما كانت تمرض كنا نجلس تحت قدميها حتى تشفى لخدمتها، فبر الوالدين هو سر بركة الحياة والتوفيق ونجاحها قبل أي تخطيط أو حسابات.

وماذا عن الوالد؟

كان إنسانًا حكيمًا وذو عقل رصين، دارسًا للقانون وعمل بالمحاماة، ثم اتجه للعمل الخاص في مجالات متعددة منها المقاولات، وفي النهاية استقر على إنشاء مدارس خاصة حملت اسمه.

كنا نعمل بأيدينا في مدرسة والدي ونحن شباب، حيث كنا نقوم أنا وأخوتي بأعمال النجارة والدهان وغيرها من أعمال الصيانة تحت ملاحظة أبي لنا، ونتقاضى أجرًا مقابل ذلك.

رغم أنه كان يعلم أننا نهدر الكثير من الخامات لعدم خبرتنا، لكنه كان يصر على أن نتعلم. "تحب أن تأخذ المعلومة مني أم من الزمن؟" هذه الجملة كان يرددها والدي دائمًا، وكان دائمًا ما يترك لنا حرية الاختيار.

وأيهما أفضل من وجهة نظرك كرجل اقتصاد؟ هل نقدم لأبنائنا خلاصة تجربتنا أم نتركهم يصلون لها بطريقتهم الخاصة؟

للحقيقة، هذا يعتمد على الأمر. هناك أمور معرفتها من واقع الخبرة تعفي الإنسان من أخطاء كثيرة وتختصر له المسافة، وهناك أمور أخرى التجربة فيها أفضل لأنها تعطي الإنسان خبرة حقيقية.

لكن الشباب في العادة يكون أكثر حماسة وتمردًا، ووسائل إقناعهم تكون أصعب. وأنا شخصيًا، كنت أعود في النهاية لرأي والدي وأجده دائمًا محقًا.

متى بدأت حياتك الاقتصادية؟

بدأت العمل عندما كنت في الصف الثاني الثانوي، حيث كنت أعطي دروسًا خصوصية في الحساب والجغرافيا والتاريخ للطلبة الأصغر مني.

بعد الثانوية العامة، جاء التنسيق لكلية الزراعة، ولم أكن راغبًا فيها. اجتهدت ودخلت امتحانًا آخر للحصول على فرصة في كلية الهندسة، ولم أوفق فالتحقت بكلية التجارة.

خلال دراستي كنت أعمل في مجال المقاولات، وتزوجت وأنا لا أزال طالبًا. أنجبت ابني البكر محمد قبل حصولي على البكالوريوس، وكانت زوجتي خير شريك في الحياة، تتحمل معي أعباءها بحلوها ومرها.

ما هي العثرات التي واجهتك في بداية حياتك وكيف تغلبت عليها؟

في مجال العمل الخاص، العثرات جزء أساسي من المشوار. كنت أتعامل مع المشكلات وكأنني لست طرفًا فيها، وأتأمل المشهد من الخارج. كما كنت أستشير الأكبر سنًا والأكثر خبرة.

ما هي نقطة التحول في حياتك؟

أصعب لحظة مرت عليّ كانت عندما تعاقدت على صفقة لم أكن مستعدًا لها. كنت لا أزال صغيرًا، وكان الخيار إما الدخول في نزاع قضائي أو اللجوء إلى والدي. فكان الحل هو الرجوع إليه، وكان توفيقي ببركة رضاه.

ما هي الأمور التي كنت حريصًا على تعليمها لأبنائك؟

أهم درس هو: "ليس كل ما يعجبك يمكنك أخذه، وما تأخذه عليك دفع ثمنه".

فالدنيا سلف ودين، والعلاقة بيننا فيها التزام.

قاطعته متسائلة: لكنها معادلة صعبة بين الأب الحنون الذي يريد أن يعفي أولاده من مخاطر الزمن، وبين الأب الحكيم الذي يريد أن يكتسب أولاده الخبرة بأنفسهم. كيف وفقت في ذلك؟

معكِ حق، هي معادلة صعبة. لكن من يريد أن يربي أبناءه بشكل صحيح عليه أن يحسن توجيه بوصلة حياتهم.

أنا رجل قضيت حياتي في العمل، ولم أعرف معنى الترفيه، لذلك أردت أن أزرع في أبنائي قيمة العمل، دون أن أحرمهم من عيش تجربتهم الخاصة.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار