الجامعة العربية: ازمة أوكرانيا لن تنسينا الأزمات العربية المشتعلة
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن الأزمة العالمية، متعددة الجوانب، الناتجة عن الحرب في أوكرانيا لا يجب ان تنسينا الأزمات العربية، التي ما زالت مشتعلة، موضحا إن أزمات المنطقة العربية قد تشهد تعقيدات أشد نتيجة العلاقات المتوترة بين القوى الكبرى، كما أن مايشهده العالم اليوم يتطلب أن يُذكر الجميع بصراعات المنطقة، وماخلفته من أزمات إنسانية مروعة في سوريا، اسفرت عن وجود نصف السكان في حالة نزوحٍ أو لجوء
وأضاف: واليمن ايضا يواجه أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض خلفتها استمرار الميلشيات الحوثية من خلال مشروعها المدان والمرفوض للسيطرة على البلاد، وتهديد الجيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية.
وتابع: ان هذه الأزمات لابد أن تُشكل ازعاج لضمير العالم الذي انتفض لرؤية اللاجئين من أوكرانيا، فالبشر هم البشر، واللاجئون هم اللاجئون، والمعاناة واحدة، والدافع العالمي لحل الأزمات والاستجابة لها لابد أن ينبع من مفهوم إنساني، لا يُميز بين لاجئ وآخر.. ولا بين منطقة أزماتٍ وأخرى.
واوضح: إن الوضع في ليبيا يُثير قلقنا جميعاً ولا أحد يُريد لهذا البلد أو لمؤسساته الدستورية أن تنقسم مطالبا كافة الأطراف الليبية بالعمل على تجنب شبح الانقسام، أو اللجوء للعنف أو حتى التلويح به، وتخطي المرحلة الانتقالية الدقيقة من خلال التحلي بروح المسئولية الوطنية والتخلي عن أي مكسب شخصي أو حزبي أو مناطقي، وانما يهدف إلى تحقيق التوافق في أسرع وقت على الظروف القانونية والسياسية والأمنية المناسبة لإجراء الاستحقاق الانتخابي.
وفي فلسطين، يؤكد أبو الغيط إن تعطيل المسار السلمي بمثابة خطيئة كبيرة، سوف يدفع ثمنها الجميع، من استقرار هذه المنطقة وازدهارها في المستقبل.
وأوضح:إن الشعب الفلسطيني يُواجه حركة استيطان تزداد شراسته ومداً يمينياً إسرائيلياً يسعى لخلق واقع أساسه الفصل العنصري ولا أرى طريقة أخرى لوصف الواقع في فلسطين، يوماً بعد يوم، سوى هذا المصطلح الذي رفضته الإنسانية وظننا أنه صار من مخلفات التاريخ.
وتابع: يبقى السبيل الوحيد لتخطي هذا السيناريو، الذي لن يكون في مصلحة أي طرف، هو البدء في خلق مسار جاد للتسوية السلمية وعلى أساس المحددات المعروفة والتي وضعها العالم، وبما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم أبو الغيط حديثه قائلا: إن الأوقات العصيبة التي يواجهها العالم تتطلب منا التشبث بمصالحنا والتمسك بقضايانا والحرص على الوصول إلى المزيد من التنسيق في مواقفنا وسياساتنا وتظل هذه الجامعة، وتلك الرابطة العربية الأصيلة التي تجمعنا، هي الحصن في زمن الأزمة، والملجأ في وقت الشدة.