فيروس شائع قد يضاعف خطر الخرف المبكر لدى متوسطي العمر

فيروس شائع قد يضاعف خطر الخرف المبكر لدى متوسطي العمر

كشفت دراسة إيطالية طويلة الأمد عن وجود علاقة مقلقة بين الإصابة بفيروس الهربس النطاقي وزيادة احتمالات الإصابة بالخرف المبكر، خصوصًا لدى الأشخاص في منتصف العمر. ووفقًا للنتائج، فإن خطر الإصابة بالخرف تضاعف لدى المرضى الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي بعد عام واحد فقط من التشخيص، وارتفع بنسبة 22% بعد مرور عشر سنوات.

وأجرى الباحثون تحليلًا على أكثر من 132 ألف شخص تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، حيث تمت مقارنة بيانات 12088 شخصًا أدخلوا المستشفى بعد الإصابة بالهربس النطاقي، مع مجموعتين أخريين من نفس الفئة العمرية، إحداهما من عامة السكان، والأخرى ممن أُدخلوا المستشفى بسبب التهابات أخرى.

ووجدت الدراسة أن الفئة العمرية من 50 إلى 65 عامًا، وهي أقل من متوسط عمر التشخيص التقليدي للخرف، كانت الأكثر تأثرًا، حيث ارتفع لديها خطر الخرف سبعة أضعاف مقارنة بغير المصابين.

الهربس النطاقي، الذي ينجم عن فيروس الحماق النطاقي (نفس الفيروس المسبب لجدري الماء)، يمكن أن يبقى كامناً في الجسم لسنوات بعد الشفاء من الجدري، ويُعاد تنشيطه لاحقًا عند ضعف المناعة، مسببًا طفحًا جلديًا مؤلمًا. وعلى الرغم من أن معظم الحالات تُشفى خلال أسابيع، إلا أن الفيروس قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية خطيرة، مثل التهاب الدماغ أو آلام مزمنة.

وحثّ الباحثون على تعزيز حملات التطعيم، مشيرين إلى أن النتائج تدعم إدراج الفئات الأصغر سنًا ضمن التوصيات الصحية المتعلقة باللقاح، خاصة وأن الوقاية قد تكون وسيلة فعالة لتقليل معدلات الخرف.

وتأتي هذه النتائج في سياق أدلة علمية متزايدة تربط أنواعًا مختلفة من فيروسات الهربس، بما في ذلك الهربس البسيط (HSV)، بارتفاع خطر الخرف. وتجري حاليًا شركة الأدوية البريطانية GSK دراسة لتحديد ما إذا كان لقاحها "Shingrix" ضد الهربس النطاقي يمكن أن يخفض احتمالات الخرف بنسبة تصل إلى 27%.

ورغم أن الآليات الدقيقة التي تربط الفيروس بالخرف لا تزال غير مفهومة تمامًا، تشير الدراسات إلى إمكانية وصول الفيروس إلى الدماغ، والتسبب في التهابات تؤدي إلى تلف عصبي طويل الأمد، ما يضعه ضمن العوامل البيولوجية المحتملة المساهمة في تطور المرض.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار