انطلاق أعمال منتدى القادة البريديين الثاني في المنطقة العربية بالدوحة

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، أعمال منتدى القادة البريديين الثاني في المنطقة العربية، الذي ينظمه الاتحاد البريدي العالمي، ممثلا بمكتبه الإقليمي للمنطقة العربية، وبالشراكة مع هيئة تنظيم الاتصالات، تحت شعار:" تسريع الابتكار في سوق الطرود لتحقيق المكاسب في عصر التجارة الإلكترونية"، بمشاركة ممثلين عن الوزارات وهيئات الاتصالات وقادة البريد في المنطقة العربية، لبحث استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى تطوير القطاع البريدي، في ظل النمو المتسارع للتجارة الإلكترونية.
ويشهد المنتدى، الذي يستمر يومين، سلسلة من المناقشات رفيعة المستوى تركز على تسخير التقنيات الناشئة لتعزيز الكفاءة البريدية وتحقيق رضا العملاء ودمج خدمات التجارة الإلكترونية، وستتناول جلساته الرئيسية التحول من الأنظمة البريدية التقليدية إلى المنصات الرقمية المتقدمة، والاستفادة من تحليل البيانات لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير عمليات التوصيل، بالإضافة إلى استراتيجيات تحسين تجربة العملاء عبر خدمات شخصية وخيارات تسليم مرنة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد المهندس أحمد عبد الله المسلماني، رئيس هيئة تنظيم الاتصالات، أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية تجمع صناع القرار والخبراء في قطاع البريد والاتصالات على مستوى المنطقة العربية، بهدف مناقشة مستقبل الخدمات البريدية في ظل التطورات العالمية المتسارعة، لافتا إلى أن النمو اللافت في التجارة الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، فرض متغيرات جديدة تتطلب مواكبتها بتشريعات وأطر تنظيمية مرنة قادرة على الاستجابة السريعة للتطورات، مع الحفاظ على حقوق المستهلكين ورفع كفاءة الخدمات.
وأبرز أن هيئة تنظيم الاتصالات تعمل على تطوير منظومة تنظيمية متكاملة للقطاع البريدي في دولة قطر ترتكز على الابتكار والتكامل مع القطاع الخاص، وتعزز من تنافسية السوق، وتحفز على الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات الحديثة، قائلا في هذا السياق "نؤمن بأن البريد لم يعد مجرد وسيلة للتوصيل، بل هو جزء أصيل من منظومة الاقتصاد الرقمي، ويؤدي دورا محوريا في دعم التجارة الإلكترونية، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، وربط المجتمعات، بما يعزز من تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030".
كما لفت إلى أنه من شأن تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة أن يسهم في تحسين تجربة المستخدم، وخفض التكاليف التشغيلية، ورفع كفاءة الشبكات البريدية. وأكد أهمية تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لدعم جهود التحول الرقمي.
من جانبه، أكد السيد مريان أوسفالد نائب المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، أن المنتدى يعكس التزام المنطقة العربية بالتحول الرقمي وتطوير الخدمات البريدية بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد، مشيرا إلى التحول الجذري في أداء قطاع البريد على مستوى خدماته التقليدية وتحوله إلى منظومة متكاملة تشكل جزءا رئيسيا من البنية التحتية للاقتصاد الرقمي.
وأوضح أن تطور التجارة الإلكترونية وتغير أنماط الاستهلاك العالمي يحتمان على المؤسسات البريدية مواكبة هذه التغيرات السريعة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، ورفع كفاءة شبكات التوصيل، وتقديم خدمات مخصصة ومرنة تلبي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء، مبرزا إدراك الاتحاد البريدي العالمي للتحديات التي تواجهها المؤسسات البريدية، لا سيما في الدول النامية، وسعيه من خلال برامجه ومبادراته إلى دعم عمليات التحول الرقمي وبناء القدرات وتعزيز التكامل الإقليمي لضمان شمولية الخدمات وعدم استثناء أي دولة من مسار التطور.
وأشاد بالدور المتقدم الذي أظهرته دول المنطقة العربية في تبني الحلول الرقمية وتحديث أنظمتها البريدية وتطوير شراكات مع القطاع الخاص، مما جعلها في موقع متقدم لمواكبة المستقبل، داعيا المشاركين إلى اغتنام فرصة اللقاء لتبادل أفضل الممارسات والتجارب الناجحة، والعمل معا على ابتكار حلول عملية تسهم في تطوير القطاع، وجعله قوة دافعة للنمو الاقتصادي، ومكونا أساسيا في منظومة الشمول الرقمي والاجتماعي.
ويسلط المنتدى الضوء كذلك على أهمية التعاون الإقليمي كعنصر رئيسي لتحقيق النجاح من خلال جلسات نقاشية وموائد مستديرة يتبادل خلالها المشاركون الأفكار حول مواجهة التحديات المشتركة، وبناء شراكات تدعم تنافسية المنطقة في الأسواق العالمية، ويستعرض تجارب عربية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتحسين الأداء البريدي، بما يسهم في تقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة وموثوقية في بيئة التجارة الإلكترونية المتنامية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك