بعد تجربة بالستيا جديدا.. كوريا الشمالية تاريخ من الأسلحة النووية المحظورة
أعترفت كوريا الشمالية رسمياً مؤخرا أنها تمتلك أسلحة نووية، فيما يعتقد الكثيرون أن كوريا الشمالية لديها بالفعل أسلحة نووية منذ عقود، كما أكدت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن كوريا الشمالية تمتلك أيضاً ترسانة كبيرة من الأسلحة الكيميائية.
كوريا ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية:
كانت كوريا الشمالية طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها انسحبت عام 2003، وهو مايثبت فشل الولايات المتحدة في تحقيق الغاية المتمثلة في الحد من طموحات كوريا الشمالية النووية، والبدء في تطبيع العلاقات معها، فضلا عن مساعدة كوريا الشمالية في تزويد بعض احتياجاتها من الطاقة من خلال المفاعلات النووية.
في 9 أكتوبر عام 2006، أعلنت حكومة كوريا الشمالية عن نجاح تجربة نووية للمرة الأولى.ولكن الولايات المتحدة واليابان رأتا أن ذلك غير حقيقي، خاصة بعدما رصدت وكالة الماسح الجيولوجي الأمريكي وهيئة رصد الزلازل اليابانية أن زلزالاً قوته 4.3 بمقياس ريختر قد هز كوريا الشمالية.
تاريخ البرنامج النووي:
يعود البرنامج النووي إلى حوالي عام 1962، حينما أعلنت كوريا الشمالية عن التزامها بما أطلقت عليه "التحصين الكلي" وهو مايعد بداية حقبة العسكرة التي خضعت لها البلاد.، وطلبت كوريا الشمالية مساعدة الاتحاد السوفيتي في تطوير الأسلحة النووية عام 1963، ولكن السوفييت قابلوا الطلب بالرفض، ولكن الاتحاد السوفيتي قرر مساعدة كوريا الشمالية في تطوير برنامج طاقة نووية سلمي والذي تضمن تأهيل وتدريب علماء نوويين. فيما رفضت الصين طلباً مماثلاً لتطوير أسلحة نووية من كوريا الشمالية فيما بعد، وذلك عقب إجراء الصينيين لتجارب نووية عدة.
شارك مهندسون سوفييت في بناء مركز يونغبيون للأبحاث النووية العلمية، وتشييد مفاعل نووي للأبحاث من نوع IRT-2000 عام 1963، وبدأ هذا المفاعل العمل عام 1965 كما تم تحديثه لنموذج 8 MW عام 1974.[6] شرعت كوريا الشمالية ببناء مفاعل أبحاث ثاني محلياً بيونغبيون عام 1979 ومصنع معالجة خام ومحطة تصنيع وقود نووي.
يعود برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي إلى ثمانينيات القرن العشرين، حينمت بدأت كوريا الشمالية في تشغيل منشآت لتصنيع وتحويل اليورانيوم وإجراء اختبارات تفجير شديدة.
وقد الهدف من البرنامج هو تطوير الاستخدامات العملية للطاقة النووية وإتمام نظام تطوير السلاح النووي.وقد صادقت الحكومة الكورية الشمالية على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1985، ولكنها لم تقم بعقد اتفاق الضمانات المطلوب في المعاهدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 1992.
طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة وجود دليل قوي على عدم اكتمال هذا الإعلان وذلك أثناء عملية التحقق من إعلان كوريا الشمالية في مطلع عام 1993.
وقامت الوكالة الدولية بابلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم امتثال كوريا الشمالية، وذلك بعدما رفضت الحكومة الكورية الشمالية اجراء تفتيش، كما أعلنت كوريا الشمالية عن انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عام 1993 بيد أنها سارعت إلى تعليق الانسحاب قبيل بدأ سريانه.
فيما افقت حكومة الولايات المتحدة عام 1994 على تسهيل تزويد نظام كوريا الشمالية بمفاعلي ماء خفيفين مقابل نزع سلاح كوريا الشمالية.
في عام 2002 اعترفت باكستان بأن كوريا الشمالية تمكنت من الوصول إلى تقنية باكستان النووية خلال أواخر تسعينيات القرن العشرين.
في عام 2005 أعلنت كوريا الشمالية مجدداً انسحابها من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، حيث اعترف النظام عام 2005 بحيازته لأسلحة نووية ولكنه تعهد بإنهاء البرنامج النووي.
أعلنت كوريا الشمالية يوم 9 أكتوبر عام 2006 عن إجرائها لأول اختبار نووي بنجاح. وقد رُصِدَ وقوع انفجار نووي تحت الأرض بلغ الناتج عنه ما يقل عن طن واحد، كما رُصِدَت بعض المخرجات الإشعاعية، وجدد النظام الكوري الشمالي، فيما أكد النظام الكوري في 6 يناير عام 2007حيازته لأسلحة نووية.
أبلغت كوريا الشمالية مندوبين في محادثات نووية دولية يوم 17 مارس عام 2007 عن استعدادها لإغلاق المنشآة النووية الرئيسية في البلاد.حيث كان قد تم التوصل للاتفاق عقب سلسلة من المحادثات كانت قد بدأت عام 2003 تُعرف بالمحادثات السداسية، والتي ضمت كل من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات. ونصت الاتفاقية على تقديم كوريا الشمالية لقائمة ببرامجها النووية ووسيتم تعطيل منشأة نووية مقابل مساعدات على شكل وقود بالإضافة إلى إجراء محادثات لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان.
ظهرت في شهر أبريل عام 2009 تقارير تؤكد أن كوريا الشمالية أصبحت "قوة نووية كاملة الأهلية" وهو رأي ثَبُتَ عليه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.حيث أجرت كوريا الشمالية اختباراً نووياً ثانياً بتاريخ 25 مايو عام 2009، وأدى هذا الاختبار لوقوع انفجار تراوحت القيمة التقديرية لمحصلته ما بين 2 إلى 7 كيلوطن، فيما يُعتقد أن الاختبارين كان قد أُجرِيا بالقرب من جبل مانتابسان في مقاطعة كيلجو الواقعة في شمال شرقي البلاد.وقد خُلِصَ إلى ذلك من قياس الزلزال الذي وقع عند موقع الاختبار.
أعلنت كوريا الشمالية في فبراير 2012 عن تعليقها لتخصيب اليورانيوم في مركز يونغبيون للأبحاث النووية العلمية، وتعليق إجراء اختبارات جديدة للأسلحة النووية في ظل استمرار إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة.
تضمنت الاتفاقية التي تم التوصل لها حظراً على إجراء اختبارات للصواريخ بعيدة المدى. كما وافقت كوريا الشمالية على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة العمليات في يونغبيون. وقد جددت الولايات المتحدة تأكيدها على عدم وجود نية عدوانية تجاه كوريا الشمالية.
في يوم 11 فبراير عام 2013 وأدعت كوريا الشمالية رسمياً أن نجاح الاختبار النووي انتهى والتي ذكرت أنه ذو رأسٍ حربيّ أخف من شأنه قوته أكبر من ذي قبل، ولكن لم يُكشف عن قيمة المحصول الدقيق للاختبار النووي. قدّرت عدة مصادر كورية جنوبية قيمة محصول الاختبار بما يتراوح من ستة إلى تسعة طن، بينما قدّر المعهد الاتحادي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعية (BGR) قيمة المحصول بحوالي 40 كيلوطن.
الأسلحة النووية
قامت عملية التفتيش الأولى التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر مايو من
في عام 1992 اجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملية تفتيش تم خلالها الكشف عن متناقضات تثبت قيام كوريا الشمالية بإعادة معالجة المزيد من البلوتونيوم بكميات تفوق ما أُعلن عنه، كما طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحصول على معلومات إضافية والسماح بالوصول إلى موقعين للنفايات النووية في يونغبيون. ولكن كوريا الشمالية رفضت طلب الوكالة وأعلنت يوم 12 مارس عام 1993 عن عزمها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
تعهدت كوريا الشمالية عام 1994 بتجميد برامجها الخاصة بمعالجة البلوتونيوم وتفكيك جميع برامجها للأسلحة النووية وفق مايقتضيه الاتفاق مع الولايات المتحدة مقابل تطبيع العلاقات الدبلوماسية والحصول على عدة أنواع من المساعدات بما فيها الموارد اللازمة لإمدادات الطاقة البديلة.
كانت الولايات المتحدة بحلول عام 2002 على اعتقاد بقيام كوريا الشمالية بالعمل على تقنيات لإعادة معالجة البلوتونيوم وعلى تقنية تمكنها من تخصيب اليورانيوم، وذلك في خرقٍ وتحدٍ للإطار المتفق عليه مع الولايات المتحدة.
كما أبلغت كوريا الشمالية دبلوماسيين أميركيين على انفراد بامتلاكها لأسلحة نووية، وأشارت إلى خروقات الطرف الأمريكي للالتزام بما يقتضيه إطار العمل المتفق عليه باعتباره قوة محفزة.
وأوضحت كوريا الشمالية لاحقاً أنها لا تمتلك لأسلحة نووية حتى تلك اللحظة، ولكن قالت بأن لديها "الحق" في امتلاكها، بالرغم من إطار العمل المنصوص عليه في الاتفاق. بدأت كوريا الشمالية في أواخر عام 2002 ومطلع عام 2003 باتخاذ خطوات لطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما بدأت عمليات إعادة توجيه قضبان الوقود المستهلك لاستخدامها في إعادة معالجة البلوتونيوم لأغراض عسكرية.
وفي أواخر عام 2003 ادعت كوريا الشمالية انها على استعداد لتجميد برنامجها النووي مقابل الحصول على تنازلات أمريكية إضافية، ولكن لم يجري التوصل إلى اتفاق نهائي. وانسحبت كوريا الشمالية من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 2003.
2006
استعرضت كوريا الشمالية قدراتها النووية بعد إجراؤها لاختبار نووي تحت الأرض يوم 9 أكتوبر عام 2006، حيث تم تفجير جهاز مرتكز على البلوتونيوم، وقُدِر عائد الانفجار ما بين 0.2 إلى 1 طن. حيث أجري الاختبار في موقع بونغي-ري للتجارب النووية الواقع في مقاطعة هامغيونغ الشمالية. فيما أكد مسؤولون من الاستخبارات الأمريكية وقوع الاختبار بعد تحليل حطام من عينات نشطة إشعاعياً منتشرة في الهواء كانت قد جُمِعت بعد مضي عدة أيام من وقوع انفجار نتيجة الاختبار. كما أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاختبار مصدراً القرار رقم 1874.
أكدت الحكومة الكورية الشمالية بتاريخ 6 يناير عام 2007 امتلاكها لأسلحة نووية، وافقت بيونغيانغ على إغلاق مفاعلها النووي الرئيسي في شهر فبراير من عام 2007، وذلك عقب عملية نزع التسليح الجارية في إطار المحادثات السداسية. ولكن قامت حكومة كوريا الشمالية في 8 أكتوبر عام 2008 بحظر مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إجراء عمليات تفتيش إضافية على هذا الموقع.
2009
كشفت كوريا الشمالية عن إعادة تشغيل منشآتها النووية في البلاد يوم 25 أبريل عام 2009، واسترداد عمليات إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك للبلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة.
أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية تحت الأرض. وكان هذا الاختبار أقوى من الاختبار الذي سبقه، حيث قُدر محصول التفجير بقيمة تراوحت ما بين 2 إلى 7 كيلوطن. وأُجري خلال ذات اليوم اختبار صاروخي قصير المدى بنجاح.
2013
أحد صواريخ كوريا الشمالية الباليستية.
أعلن مراقبون في آسيا يوم 12 فبراير عام 2013 عن رصد نشاطاً زلزالياً غير اعتيادي صادر عن منشأة بكوريا الشمالية فيما أكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن البلاد فجرت جهازاً نووياً مصغّراً ذو "قوة تفجيرية أكبر" في اختبارٍ أجري تحت الأرض. وتم تقدَّير المحصول التفجيري عند 7.7- 7.8 كيلوطن، فيما قدَّر باحثون آخرون كمية المحصول التفجيري الناتج عن الاختبار عند 12.2 ± 3.8 كيلوطن.
ادعاء القنبلة الهيدروجينية عام 2015 :
أشار كيم جونغ أون خلال شهر ديسمبر من عام 2015 إلى قدرة بلاده على إطلاق قنبلة هيدروجينية، وهي سلاح أقوى بكثير من القنابل النووية التقليدية التي استخدمتها كوريا الشمالية في الاختبارات السابقة، وهي تصريحات لاقت تشكيك من جانب البيت الأبيض والمسؤولين الكوريين الجنوبيين.
2016 عدل
أول إدعاء لاختبار قنبلة هيدروجينية:
أدعى النظام الكوري الشمالي نجاحه في إجراء اختبار لقنبلة هيدروجينية يوم 6 يناير عام 2016، فيما لم يتضح ما إذا كان الاختبار أجري باستخدام قنبلة هيدروجينية.[56] في حين شكك الخبراء في هذا الادعاء، وقد اقترح أحد خبراء التجسس من كوريا الجنوبية أن القنبلة كانت ذرية وليست هيدروجينية، فيما كشف خبراء في العديد من البلدان بما فيها كوريا الجنوبية عن تشكيكهم إزاء التقنية المزعومة بسبب الحجم الصغير نسبياً للانفجار.
أعقاب ادعاء اختبار القنبلة الهيدروجينية :
نشرت كوريا الشمالية يوم مارس 9 عام 2016 فيديو لكيم جونغ أون أثناء زيارته مصنعاً للصواريخ ويظهر فيه كيم إلى جانب قنبلة نووية كروية فضية مصغّرة، وقد شكك المجتمع الدولي في الأمر.
فيما أعربت كل من الأمم المتحدة ودول العالم وحلف شمال الأطلسي عن إدانتها لهذا الاختبار مؤكدة أنها مُزعزِعةً للاستقرار وخطراً على الأمن الدولي وإخلالاً بقرارات مجلس الأمن، كما أعربت الصين وهي أحد حلفاء النظام الكوري الشمالي عن شجبها للاختبار