تفاصيل جديدة حول حادث حريق أسواق المباركية
تعرضت منطقة المباركية أمس لاندلاع حريق هائل أسفر عن التهام عشرات المحال التجارية، كما تسبب في تدمير جزء كبير من المنطقة التراثية، التي يحرص المواطنون والمقيمون على زيارتها خلال أول موسم رمضاني بلا قيود منذ ظهور جائحة كورونا.
وقد أسفر الحريق، الذي استمر لساعات طويلة، عن وقوع العديد من الإصابات تنوعت ما بين حروق بسيطة وحالات اختناق، وأشار إلى ان حالة المصابين جميعاً مستقرة ولا تدعو للقلق، كما قدرت الخسائر المادية بالملايين.
وكانت غرفة عمليات الاطفاء قد تلقت بلاغاً عند 3.21 دقيقة من مساء أمس عن نشوب الحريق، فعلى الفور تحركت 5 وحدات إطفاء للموقع، وتبين ان الحريق ضخم والتهم الكثير من المحال تجارية، فتمت الاستعانة بـ 3 وحدات اخرى للدعم، ليصل عدد مراكز الاطفاء التي تعاملت مع الحريق إلى 8 وحدات باجمالي 80 رجل إطفاء.
إخلاء سريع
وأكد مصدر إطفائي: إنه وفور وصول رجال الاطفاء بدأوا في اخلاء الموقع من الاشخاص المتواجدين وابعادهم الى ساحة الامان، قبل تنفيذ عمليات مكافحة النيران التي امتدت بسرعة كبيرة نتيجة طبيعة المواد المحترقة، ووجود مواد سريعة الاشتعال ساهمت في انتشار النيران الى المحال المجاورة.
واوضح المصدر ان النيران امتدت إلى الكثير من المحال أغلبها محلات عطور، وهي من المواد السريعة الاشتعال، مشيرا الى ان طبيعة الموقع، والتصاق المحال بعضها ببعض عاق عمل رجال الاطفاء وحال دون وصول آليات الاطفاء بسرعة الى الموقع من أجل السيطرة السريعة على النيران.
انهيارات الأسقف
وأضاف المصدر ان رجال الاطفاء واجهوا لخطورة بالغة بعد تعرض موقع الحريق لانهيارات محدودة لاسقف بعض المحال، وهي من الخشب الذي يعد موصلا جيدا للحرارة، ويساهم في انتشار النيران بسرعة قياسية.
واشار المصدر الى ان رجال المكافحة تمكنوا من محاصرة الحريق من كل الاتجاهات ومنعوا امتداده الى الاسواق المجاورة، حيث استمرت عمليات المكافحة لاخماد النيران بشكل كامل حتى ساعة متأخرة من مساء أمس.
لجنة تحقيق
وتابع المصدر: انه تم تشكيل لجنة تحقيق عاجلة للوقوف على أسباب وملابسات الحادث، وتحديد ما اذا كانت هناك شبهة جنائية في الحريق من عدمه.
واستطرد المصدر: ان وزارة الداخلية، ممثلة في الامن العام والمباحث الجنائية والقوات الخاصة تولت عمليات تأمين الموقع بالكامل، حتى يتم اعادة فتحه مرة أخرى.
أرقام من واقع الحريق
80 رجل إطفاء شاركوا في إخماد النيران
14 شخصا تعرضوا للإصابة بسبب الحريق
23 محلاً تجارياً تضررت في أول حصر مبدئي
8 مراكز إطفاء شاركت في مكافحة النيران
3 حرائق كبيرة سابقة
لم يكن حريق سوق السلاح الذي اندلع في المباركية أمس هو الحريق الأول الكبير الذي تشهده المنطقة التاريخية، حيث سبقته 3 حرائق كبيرة، بدأت كذلك من سوق السلاح، اولها وقع في يوليو عام 1985، وثانيها في مايو عام 1994، بينما كان الحريق الكبير الثالث في مارس 1996.
3 إجراءات إطفائية سريعة
1 ـ إخلاء منطقة المحال التجارية بالمباركية من البائعين والرواد لحمايتهم
2 ـ إغلاق الطرق المؤدية إلى المباركية لإفساح المجال لرجال الإطفاء وآلياتهم
3 ـ محاصرة منطقة النيران من كل الاتجاهات لمنع انتشارها إلى بقية المحال
لجنة تحقيق عاجلة
من جانبه مصدر إطفائي: أنه تم تشكيل لجنة تحقيق عاجلة للوقوف على أسباب وملابسات الحريق.
وصرح المصدر إن عملية التفتيش في المحال التجارية وفي موقع الحريق بدأت على الفور عقب السيطرة التامة على الحريق، للوقوف على أسباب اندلاعه، متوقعا ان تستمر حتى الساعات الاولى من فجر اليوم (الجمعة).
انهيارات محدودة لأسقف محال
وكان موقع الحريق في منطقة المباركية قد شهد وقوع انهيارات محدودة في أسقف بعض المحال التجارية. وأكد المصدر: ان اسقف المحال من الخشب الموصل الجيد للحرارة، مما تسبب في امتداد النيران، مشيرا إلى أن عملية الانهيارات لم تسفر عن إصابات او وفيات، واقتصرت على الخسائر المادية فقط.
الطيران العمودي غير مفيد
من جانبه أوضح مصدر إطفائي أسباب عدم استخدام رجال الإطفاء للطيران العمودي في مكافحة النيران بحريق المباركة، لافتا إلى أن ذلك غير مفيد بسبب طبيعة المكان إلى جانب وجود مظلات وسراديب.
وأشار المصدر إلى إن قوة الإطفاء لا تملك طائرة إطفاء عمودية لكن تمت الاستعانة في مثل هذه الظروف وقت الحاجة بالطيران العمودي في وزارة الداخلية.
«الصحة»: 14 مصاباً.. وتفعيل خطة الطوارئ
من جانبها أعلنتةوزارة الصحة عن تفعيل خطة الطوارئ في المستشفيات العامة تزامنا مع اندلاع حريق في بعض المحال في سوق المباركية، امس، مبينة ان طواقم الطوارئ الطبية تعاملت مع 14 حالة حتى الآن ما بين حروق بسيطة وحالات اختناق.
وكشف المتحدث الرسمي باسم الوزارة د.عبد الله السند في تصريح صحافي، عن أنه تم نقل 4 اصابات الى مستشفى الاميري وواحدة الى مركز البابطين للحروق والتجميل، فيما تم اسعاف 9 حالات في موقع الحدث وجميعها بحالة مستقرة.
وأضاف إنه وفقا لخطة الطوارئ المعدة سلفا للتعامل مع مثل هذه الاحداث فقد تم تخصيص «الأميري» مستشفى رئيسيا لاستقبال الحالات، نظرا لقرب موقعه من الحريق، مشيرا الى ان المستشفيات العامة الاخرى تعتبر مرافق مساندة.
وتابع ان طواقم الطوارئ الطبية وسيارات الإسعاف توجهت الى موقع الحريق في الدقائق الأولى من اندلاعه، موضحا ان الوزارة ستعلن لاحقا عن اي بيانات تستجد حول الموضوع.
مدير الإطفاء الأسبق الفريق يوسف الأنصاري: بعض مبانينا القديمة تطبِّق الحد الأدنى لاشتراطات السلامة
محمود الزاهي
فيما صرح المدير الأسبق للإدارة العامة للإطفاء الفريق يوسف الأنصاري إن احتياطات الوقاية من الحريق وفقا لمعرفته بمنطقة المباركية متبعة بالفعل، خاصة أن جميع المواقع مرخصة من الإطفاء، ولكن لأن بعض المباني قديمة وتعد من المناطق الأثرية فإنها تنفذ أحيانا الحد الأدنى من اشتراطات الأمن والسلامة، نظرا لصعوبة تطبيق الاشتراطات بنفس الطريقة المتخذة في المباني الحديثة، فعلى سبيل المثال تحول مساحة بعض الأماكن دون إقامة الفتحات بها وفقا لما هو متبع.
وأوضح الأنصاري أنه على مستوى أعمال المكافحة فإن رجال قوة الإطفاء يمتلكون مستويات عالية ومجهزون بأفضل المعدات والتقنيات العالمية وكذلك هناك استمرار لبرامج التوعية وإن كانت هناك بعض القطاعات تحتاج الى تكثيف أكثر بسبب المستوى الثقافي والعلمي وكذلك للناطقين بغير اللغة العربية.
وتابع أن مسببات الحريق الشائعة في هذه المواقع معروفة، وتنحصر في التدخين وأدوات تسخين المشروبات والأطعمة، إلى جانب التوصيلات الكهربائية إذ لوحظ إهمال العمالة أثناء الصيانة باستخدام أجهزة اللحيم والقطع دون اتباع شروط السلامة لذلك. وقد أعرب الأنصاري عن أمله في أن استمرار التوعية من قبل فرق الاطفاء من المراكز وإدارات الوقاية بالمحافظات لضمان ترسيخ مفاهيم الحماية المدنية ابتداء قبل اندلاع الحريق وأثنائه، وكذلك لمعرفة ما حدث وتحديد الدروس المستفادة من ذلك.