باحث ليبي لـ "خليجيون": جهود مصر مثمرة وجادة من أجل استقرار ليبيا
عقب اجتماع القاهرة بين مُمثلي مجلسي النواب والدولة الليبيين، والذي يُعد جولة بالغة الأهمية في مسار الأزمة الليبية، وتأكيدًا على صدق الرؤية المصرية بأن الحوار السياسي هو الحل الأمثل للتسوية الشاملة.
وشهد العام الماضي جُملةً من التحولات عززت المخاوف من ارتداد ليبيا إلى مربع الانقسام والصدام، سواء انسداد الأفق بين مجلس النواب وحكومة الوحدة ومنح حكومة جديدة برئاسة "فتحي باشاغا" ثقة المجلس، أو الجدل المستمر بين مجلسا النواب والدولة حول القوانين الانتخابية والقاعدة الدستورية، وصولًا لتصاعد الاحتقان بين القوى العسكرية وتعليق ممثلو المنطقة الشرقية باللجنة العسكرية (5+5) نشاطهم.
وقال الباحث الليبي حسين مفتاح، في تصريحات خاصة لـ "خليجيون" حول الأمر، أن الدور المصري يؤكد على أن مصر تعمل علي شكل جاد وحقيقي من أجل استقرار ليبيا، وذلك لعدة أسباب أهمها إن استقرار ليبيا هو استقرار مصر، وعدم استقرار ليبيا خطر امني على مصر، ومصر لها دور إقليمي فعال ولها وزنها في المنطقة بشكل خاص، بشكل مباشر او غير ذلك، مضيفاً:"واعتقد ان مصر حريصة على إرساء الاستقرار في ليبيا كدولة مستقرة ذات سيادة".
وأضاف مفتاح، بإن ما يدور في القاهرة هو لقاء يجمع بين لجنتي مجلس النواب ومجلس الدولة لاستكمال المسار الدستوري، وهذا اللقاء اعتقد ان الاخوة في مصر سيهيؤن المناخ المناسب للقاء ولكن اللقاء في كل التجارب السابقة بأت بالفشل لاسباب تعود الي عدم مصدقية مجلس الدولة، حتي بعد الاتفاق.
ويرى مفتاح، أن دعوة القاهرة لاجتماع ممثلو مجلسا النواب والدولة خطوة هامة وفرصة ثمينة لحفظ الهدوء النسبي القائم وأبناء عليه، وأن مصر حريصة على تقريب الفرقاء وأن يكونوا أصحاب القرار الحاسم في قضيتهم. وأكد المتخصص في الشأن الليبي، أن أهمية المبادرة المصرية تبرز في كونها خطة عمل شاملة لمعالجة المشهد المتأزم، وتستند بالأساس على دعم فرص الحوار الليبي-الليبي حول ملف القاعدة الدستورية الممهدة لعقد الانتخابات.
واضاف مفتاح، أن الاجتماع المقرر عقده بالقاهرة سيُركز على التوافق حول ماهية القاعدة الدستورية وآليات تفعيلها، وهو استكمالًا لمباحثات الغردقة بذات الصدد، وأن إدراك القوى الليبية لأهمية تجاوز الإشكاليات الراهنة، وما يتصل بالدور المصري الإيجابي الداعم لتحقيق انجاز بهذا الملف، يعزز من فرص تحقيق نتائج بالغة الأهمية تفضي لتعظيم فرصة ليبيا في الخروج من ساحات المواجهة والتجاذبات إلى الاستقرار وبناء السلام.