طالب الرفاعي يقدم روايته هدية للقارئ العربي ويتنازل عن كل حقوقه المادية
يخوض الكاتب طالب الرفاعي تجربة جديدة غير مسبوقة في مجال النشر، حيث اتفق مع 14 ناشراً عربياً على توزيع روايته الجديدة «خطف الحبيب» في جميع العواصم العربية، خلال الأيام المقبلة.
في ظل الأوضاع المتردية، التي باتت تعيشها العديد من المجتمعات العربية، صار يُنظر إلى الفن والأدب بوصفهما الملاذ الأخير، القادر على تقديم شيء من العزاء للإنسان العربي، يعينه على تحمّل صعاب واقعه، ويساعده على التوازن فوق عارضة اللحظة الشاهقة.
من ناحية أخرى، فإن مظلة الإبداع والفن العربية ظلت تُصلِح ما تفسده معارك السياسة، جامعة المفكّر والأديب العربي إلى أخيه العربي، ففي العقدين الأخيرين، صارت تظاهرات معارض الكتب العربية، التي عطّلتها جائحة "كورونا"، المائدة الأطيب التي تجمع الكتّاب والأدباء العرب من حولها.
وفي هذا السياق، تأتي رواية الكاتب طالب الرفاعي الجديدة "خطف الحبيب"، في مبادرة ثقافية كويتية غير مسبوقة، لتوحّد جمهور القراء العرب من المحيط إلى الخليج حول عمل إبداعي واحد.
رواية الرفاعي الجديدة تصدر متزامنة لتُوزّع في جميع العواصم العربية، لدى (14) ناشراً عربياً، وحول هذه المبادرة غير المسبوقة قال الرفاعي: "لأكثر من أربعة عقود وأنا أتابع قضية النشر العربي، وذلك من خلال إصداراتي، في الرواية والقصة القصيرة والدراسة الأكاديمية، أو من خلال توزيع كتب زملائي الكتّاب العرب، وليس بالخفي أن أكثر الصعوبات التي تواجه الكاتب العربي تتمثل في صعوبة إيصال نتاجه الفكري والإبداعي إلى القارئ العربي، لذا جاءتني فكرة أن أقوم بنشر روايتي الأخيرة في جميع الأقطار العربية، لتكون في متناول القارئ العربي، في الفترة نفسها، ومن خلال دور نشر محلية يمكنه بسهولة الوصول إليها".
عن كيفية تواصله مع الناشرين العرب، وهل قابل أي إشكالات في نشر مشترك لدى 14 ناشراً؟ أجاب: "الفكرة كانت مستهجنة ومرفوضة جداً حينما بدأتُ بمفاتحة أصدقائي الناشرين، لأن الناشر العربي لا يستطيع التوزيع في جميع الأقطار العربية، ولأنه يرى في معارض كتب منطقة الخليج السوق الأهم والفرصة الأكبر لتسويق كتبه وبيعها، فحين يقوم ناشر في كل من: الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان والسعودية بطباعة ونشر الرواية في بلده، فإن ذلك يعني تحديد سوق الناشر العربي في بلده، وهذا ما نص العقد عليه مع جميع الناشرين، بأن الناشر يوزع الرواية في بلده، وفي حال معارض الكتب العربية، فإن الناشر المحلي وحده يقوم ببيع الرواية. ولقد اضطرني هذا إلى أن أقدّم الرواية هدية للناشر والقارئ العربي، متنازلاً عن كل حقوقي المادية عن الرواية، واكتفيت بأن يصل إلي من الناشر عدد من نسخ الرواية".
وأضاف: "قابلت اعتراضاً كبيراً وصدّاً من بعض الناشرين، ولكن بسبب علاقات الصداقة التاريخية الحميدة التي تربطني بالناشرين العرب، ونشر كتبي خلال أكثر من 4 عقود بين: الكويت وبيروت والقاهرة ودمشق، وافق الناشرون في نهاية المطاف على التعاقد".
نقلاً عن صحيفة الجريدة الكويتية