اكتشاف في مصر قد يكون أول دليل على وجود "سوبر نوفا" نادر!
تعد انفجارات المستعرات العظمي "نجوم سوبر نوفا" من النوع المسمي "LA" أو المشهور بأسم الشمعات القياسية من أكثر الأحداث طاقة وقوة في الكون، وتحدث عندما يبتلع نجم قزم أبيض نجما آخر، والآن، يعتقد العلماء أنهم وجدوا أول دليل على الأرض لمثل هذا المستعر الأعظم.
ويأتي هذا الادعاء بعد دراسة متأنية لحجر هيباتيا Hypatia الذي وصل الينا من الفضاء الخارجي علي هيئة شهاب اصطدمت بسطح الأرض، والذي عثر عليه في مصر في عام 1996(وسميت الصخرة بهذا الأسم نسبة إلي الفيلسوفة وعالمة الفلك والرياضيات المصرية التي ولدت في الأسكندرية في عام 350 ميلاديا ). وتقول الرواية، بما في ذلك التركيب الكيميائي ونمط الصخور، إلى أن تلك الصخرة تحتوي على أجزاء من الغبار وسحابة الغاز المحيطة بـنجم سوبر نوفا من نوع الشمعة القياسية LA.
وعلى مدى مليارات السنين، كان هذا المزيج من الغبار والغاز سيتحول إلى مادة صلبة، كما يقول الباحثون، ليشكل في النهاية الجسم الأم الذي أتت منه صخرة هيباتيا Hypatia في وقت قريب من ظهور نظامنا الشمسي لأول مرة.
ويقول الباحث الجيوكيميائي جان كرامر " يمكننا أن نقول أننا قد قمنا بحضور انفجار هذا النجم السوبر نوفا وهو يحدث، لأن جزيئات الغاز التي هربت من الأنفجار تم حبسها في جزيئات الغبار والتي تجمعت لتكون جسم الصخرة هيباتيا Hypatia".
وبإستخدام تقنيات تحليل كيميائي دقيقة و غير مدمرة للعينة. نظر الفريق البحثي لعدد 17 هدفا مختلفا في عينة صغيرة من الصخرة هيباتيا Hypatia ومن هنا تمكن الباحثون من جمع المعلومات والأدلة عن الصخرة ومكان تكونها وكيفية تكونها.
وتضمنت هذه القرائن مستوى منخفضا بشكل غير عادي من السيليكون والكروم والمنغنيز، ما يشير إلى أن الصخرة لم تتشكل في النظام الشمسي الداخلي. ولاحظ الباحثون أيضا مستويات عالية من الحديد والكبريت والفوسفور والنحاس والفاناديوم، وهو ما يجعل تلك
الصخرة تختلف عن أي شيء في منطقتنا في الفضاء.
وبالنظر إلى أنماط تركيزات العناصر الكيميائية المكونة لصخرة هيباتيا Hypatia، كانت هناك اختلافات ملحوظة عما نتوقع أن تكون إذا كانت الصخرة قد تكونت في مجموعتنا الشمسية أو حتي الذراع من مجرة درب التبانة الذي توجد فيه مجموعتنا الشمسية، ، ومع مزيد من تحليل البيانات فالنتائج أظهرت استبعاد فكرة أن تكون الصخرة تشكلت نتيجة تفجر نجم أحمر عملاق.
وقد بين الباحثون ايضا أن الصخرة لايمكن أن تكون ناتجة عن تفجر سوبر نوفا من النوع الثاني فالصخرة تحتوي علي نسبة كبيرة من عنصر الحديد بالمقارنة بنسبة عنصري السيليكون والكالسيوم وهذا يترك الأحتمال الأكثر تشويقا في أن تكون الصخرة ناتجة عن تفجر سوبر نوفا من نوع الشمعة القياسية LA وهو ما يجعلها الصخرة الأولي من نوعها علي الكوكب والتي تم العثور عليها.
حيث يقول الباحث كرامر: " إذا ما كان إفتراضنا صحيح فصخرة هيباتيا Hypatia هي أول دليل ملموس لدينا علي كوكب الأرض عن تفجر سوبر نوفا من نوع الشمعة القياسية LA "
ويقول أيضا: " والأمر الأخر الجدير بالإهتمام هو أن العثور علي تلك الصخرة يرينا إمكانية حدوث أن يظهر طردا فرديا شاذا من الغبار من خارج مجموعتنا الشمسية ويندمج مع السديم الذي تكونت منه مجموعتنا الشمسية من دون أن يختلط بشكل تام"
ومما نعرفه عن تفجر السوبر نوفا من النوع LA أنه يجب أن تنتج انماطا فريدة لتركيزات العناصر في الصخور مماثل للصخرة هيباتيا Hypatia، فمن خلال البحث الشامل لبيانات النجوم الموجودة و النماذج التي تفسرها، لم يتمكن الفريق من العثور على تطابق أفضل للصخرة.
فمن بين نتائج التحليل للخمسة عشر عنصراً التي تم تحليلها في الصخرة تم العثور علي العديد من التطابقات لتركيزات عناصر مع ما كان متوقعا إذا كانت الصخرة ناتجة عن تفجر سوبر نوفا لنجم قزم أبيض كثيف.
وبالرغم من ذلك فإن نتائج التحليل لستة عناصر لا تتماشي مع إنفجار السوبر نوفا من النوع LA وهي عناصر الألومنيوم والفسفور والكلور والبوتاسيوم والنحاس والزنك. ولكن الباحثين يعتقدوا أن حدثاً ما في تاريخ النجم يمكن أن يفسر ذلك.
حيث يقول الباحث كرامر " بما أن النجوم القزم البيضاء تتشكل من بقايا نجم عملاق أحمر ميت، فإن الصخرة هيباتيا Hypatia لابد من أن تكون قد ورثت تركيبتها الغريبة من تلك الستة عناصر من ذلك العملاق الأحمر، وقد سبق وملاحظة هذه الظاهرة في النجوم القزم البيضاء في أبحاث سابقة.
قد يستدعي الأمر القيام بالمزيد بالبحث والتقصي للوصول لحقيقة أصل تلك الصخرة، ولكن المؤكد في الموضوع أن تلك الصخرة الغامضة قد قطعت مسافة طويلة جدا جدا لتصل إلي بيتها النهائي علي كوكبنا.