بريطانيا تستنجد بعلماء الفيروسات لمواجهة جدري القرود.. وخبراء: الأسوأ قادم
أصدرت الحكومة البريطانية دعوة طارئة لعلماء الفيروسات للمساعدة في تسريع ودعم عملية الاستجابة لفيروس جدري القرود في ظل بدء تفشيه مع تأكيد 11 إصابة جديدة داخل البلاد، وأشارت صحيفة (إندبندنت) البريطانية اليوم السبت، إلى إطلاعها على رسالة بريد إلكتروني أرسلتها رئيسة المعامل وعمليات هيئة الأمن الصحي البريطانية لويز فورستر، قالت فيها "نحن نبحث عن مستشارين من علماء الميكروبات والفيروسات للانضمام إلى الخلية السريرية لجدري القرود وأضافت فورستر "كما تعلمون أصبح (الفيروس) حادثا قوميا كبيرا يتطلب درجة عالية من الاستجابة مع استمرار تصاعد العدوى سريعا، ولذلك نحتاج أكبر عدد ممكن من المتطوعين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه حسب آخر إحصائية من هيئة الأمن الصحي البريطانية، فإن هناك 20 إصابة مؤكدة بفيروس جدري القرود داخل بريطانيا، و127 حالة إصابة في 11 دولة على مستوى العالم وذكرت الصحيفة أن ذلك يأتي بعد تقارير حول انعقاد اجتماع طارئ داخل منظمة الصحة العالمية حول الارتفاع "المثير للقلق" في حالات الإصابة بجدري القرود حول العالم
إلى ذلك حذر خبراء بريطانيون ومن منظمة الصحة العالمية من أن الأسوأ فيما يتعلق بمرض جدري القرود لم يأت بعد، وذلك وسط مخاوف دولية من تحول الفيروس لوباء عالمي واستنفرت منظمة الصحة العالمية، مؤسساتها من خلال اجتماع طارئ، الجمعة، لبحث المخاوف التي تصاحب التفشي المخيف لجدري القرود، وكانت اللجنة الاستراتيجية بالمنظمة والفريقِ الاستشاري المعني بالأوبئة اجتمعت لبحث تفشي العدوى التي سجلت أكثر من 100 حالة خارج البلدان الإفريقية، حيث تستوطن العدوى.
فيما قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إن من المرجح اكتشاف مزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة خلال الأيام القادمة، لكن الخطر على المواطنين ما زال منخفضا في الوقت الراهن وفي خضم سلسلة متعاقبة من الإصابات في بريطانيا إسبانيا البرتغال وأميركا، أعلنت كل من فرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا عن تسجيل حالات جديدة.. .الإعلان تبعته اجراءات وقائية للسلطات البريطانية بعد تزايد الحالات المصابة بالفيروس ونفذت حملة تطعيم للعاملين بمجال الرعاية الصحية والمعرضين غيرهم لخطر الإصابة.
لكن المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إن هذا التطعيم غير مخصص لجدري القرود وإنما اللقاح المتوفر للحماية من الجدري العادي، يشار إلى المرض لا علاقة لتسميته بالقرود سوى أنها كانت أولى ضحاياه عام 1950، وهو ينتقل عبر رذاذ الزفير والملامسة، وفقاً للصحة العالمية، التي أكدت أن اللقاحات المتوفرة فعالة بنسبة 85% للقضاء على أعراضه المتمثلة بالطفح الجلدي والحمى والصداع.
مما يذكر أن جدري القرود عدوى فيروسية نادرة تم القضاء عليها عام 1980، وعلى الرغم من تعافي معظم المصابين بعد أسابيع قليلة إلا أنها تشكل خطراً جسيماً اذا نتج عن سلالة الكونغو الأخطر بنسبة وفيات تصل إلى 10%.، فيما تمثل سلالة غرب إفريقيا أقل خطورة بمعدل وفيات واحد بالمئة وهي المنتشرة حتى الآن.